jueves, 16 de mayo de 2013

الحوت خير مالدّود


...

أنا راجل فقير على قدِّي...
 عمري ما تصوَّرت نهار الدّنيا تجي ضدِّي
 تحرمني من عوِيناتي إلي كنت نرى بيهم في  نور ها الزّمان المتعدِّي...
 كدحْت و تعبْت، قاسيت الهمّ و عدِّيت...
 باش جِبتلهم اللّقمة و على خاطرهم حتى من الحبس شدّيت...
عمري ماقلت أحِّيية....
كبَّرتهم و ربِّيت...
 علَّمتهم و وصِّيت...
 ردُّو بالكم يا أولادي يجي نهار و تنساوْ ما حكيت...
"حسن و حسين" عاقلين، باهين و متربِّين...
 راسهم مالقاع ما يهزُّوشي ...
و ملّي دخلو يقراوْ في حتَّى عام ما دوبلوشي...
 وصلو للتخرّج و يا ريتهم ما وصلو...
 يا ريتهم مازالو صغار يقراو في المكتب و يروّْحولي للدّار
يجريوْ و يقولولي أعطينا يا بابا مصروف باش نشريو من عند العطار...
نهار الخميس جابولي الشّهادة...
 و قالولي أفرح يا بابا هاو كيما العادة ...
نجحنا و جبنا الصِّيد بوڨلادة...
فرحت و ما فرحتش بيها...
كيِّني شمِّيت ريحة الموت إلي فيها
...أولادي مازالو صغار فرحانين،
بالمستقبل الزّاهي مازالو متفايْلِين،
مشاوْ كيف ما عملو أنْدادهم لبيرو الشُّغل...
 فمّاش ما يدبّرو خدِيمة و يعاونوني على همْ الكُبر...
قالولهم مبروك هاوْ في بالنا ...
 كيف نلقاوُولكم خدمة توصِلكم أخبارنا...
أولادي دارُو الدِّنيا كلْها يلوّجو في خدمة ...
و كل إلي يلقاوُوه يجْعلو يوكَّلهم الڨدمة...
تعدَّاوْ أربعة سنين أخرين...
 و أولادي كبرو ماعادش صغيّرين...
ولاَّو يطلبو منِّي في البارشا ...
و آنا راجل زوَّالي وماعنديش ورشة...
لا وِصْلتهم أخبار و لا جاوبوهم نهار...
نسَاوْهم كيما نساوْ غيرهم...
قلْقو، فدُّو، طِيقْرو، تهدُّو من دمَّار البطالة...
 سمعو بإلِّي فمَّا ثنيَّة في البحر بعبَّارة،
من حينهم عِبْدوني و العبادة لربّي" يا بابا هذه فرصتنا...
 خلِّينا ناخْذو من ها الدّنيا حصِّتنا،
تسلْفلنا و أعطينا نخلْصُو "لسعد بو دبُّوزة" ...
غدوة يصبَّحنا في لمبادوزة...
 و نوعدوك كيف نحطُّو في الأوروب سقِّينا ...
و نخدمو و نولِّيوْ لا باس بينا...
 نفرّحُوك و نحجْجُوك إنت و الحنِينة...
آآآآآآآآه يا ربّي هاذا إلي كنت خايف منُّو...
 جاء النّهار و ما نجَّمتش نهرب منُو...
تكلَّمت، عيَّطت...
 سبِّيت، قرَّقْت...
حتى جواب ما سمعت كان كلمة لتوا صْداها في وذني: " خلِّيوْنا نمشيو يا بابا و أمي ، المستقبل هنا مسدود ما تخافُوش علينا وإدعيُولنا، و الحوت خير مالدُّود"
توَّا ليَّا عشرة سنين...
 و كل نهار تهزْني السقِّين ...
لبحر غدَّار و موش حنين...
كلاَلي أولادي لثْنين ...
نقرى عليهم الفاتحة و ما تيسَّر من كلام رب العالمين...
ياما ستنِّيت و بكِيت لين عيني بياضِت...
 و العِبْرة إلي في قلبي فاضِت...
 الثَّورة قامت و  راضِت...
 و حقْ أولادي لتوَّا ما رِيت...
ندعي في كل خطوة نخطيها " الله لا تربَّح الزِّينْ" ...
في جرْتو تِرْزيت في أولادي لثْنين...
 و قعَدت أنا و أمْهُم محرومين...
.... من أولادنا الغالين " حسَن و حسِين"
أسماء الصّخري الغرسي

No hay comentarios:

Publicar un comentario