jueves, 16 de mayo de 2013

سوسة جوْهرتي و جوْهرة تونس الكلْ


...

أنِي و جوهرتي حكايِتْنا طويلة...
محبتها رضعتها في الحليب ملّي كنت صغيرة...
تولِدت نلقى أهلي و مَّاليّا مترعرعين في ترابها...
عشت معاهم و علّموني أسامي حْوِمها و الصّلاة في محْرابها...
عشقْتها و عشْقوها من قبلي بارشا ناس...
عمرها فوق الثّلاثة قرون و مازال بنْيها القديم قايِم يعلّي الرّاس...
 بناوها الفينيقيّين من قبل ما يبْنيو قرطاج...
علاّوها و شيْدوها أميرة تونس قبل ما تلبس علّيسة التّاج ...
آش باش نحكي على جديدها و آش باش نجْبِد من تاريخها...
الكتب ملْيانة بْحديثها ...
السيّاح هابلين على صيتها...
نحكيلكم على شموخ رِباطها...
و إلاّ على نور جوامعها...
 نحكيلكم  على متْحفها...
وإلاّ على بحُوراتها و زخارفها...
هرڨلة و القنطاوي زينتها...
أوِسُّو كل صيف يركب في كاليسو و يخرج مالبحر يحكيلكم على حكايِتها...
الشايْ لله سيدي بوجعفر و سيدي الظّاهر...
 مالقمّة للقمّة حرّاس يعِسّو على ترابها الطّاهر...
 نعشق في الحومة العربي نورها الخافت من ظلمتها...
نعشق حمّامّاتها، نعشق ناسْها إلّي تتْصرِّف على طبيعتها...
نعشق صوت مطَرْقة النّحَّاسْ...
نموت على ريحة الخبز السّخون الطّالعة من عند الخبّاز...
صوت و عياط البيّاعة في سوق الأحد صحيح يفدَّدْني...
 أما كيف ندور في شوارعها و نشوف طيبة سكّانها نحِس كل واحد فيهم يُقْربلي...
 كل واحد عندو مع سوسة أسرار كبيرة موش سرْ...
كل واحد ما يرْضاش يقْسِم محبْتو ليها مع حتّى واحد بالشّْطر...
زيتُونها مليْان بالبرْكة حبّة حبّة...
من صغْري نعرف إلي محبْتي ليها ماهيش لعْبة...
سوسة بدمّي نفديها...
سوسة نموت و نفْنى عليها...
 تعجبْني كارْها الملوْنة كيف تبدى تدور وسط البلاد...
يعجبني بحَر بوجعفر كيف يتعبّى بالعباد...
 صدْقوني الذّكريات مخلْطة عليّا...
ما عرفتش شنوّا نكْتب و شنوّا نخلّي هاني نتبّع في قلمي بالنيّة...
 سارْحة في عالم غير العالم...
نحِس في قلبي على كل لحْظة ما عدّاهاش فيها نادِم...
متوحشِتْها وحْش الصّغير كيف يغِيب على أمّو...
 متمَنِّية نشوفها الواحد بلي يشوف بلدان ما ينجّمش ينسى البلاد إلّي فيها لحمو و دمُّو...
سوسة هي بابا...
سوسة هي أمّي...
سوسة هي إلّي تجْمع أصحابي و أحبابي و كل إلّي دمْهم من دمّي...
سوسة هي حومتي الكبيرة...
إلّي على كُبْرها تولِّي بلمّة السّواحلية كيّنها دار صغيرة...
عايشين فيها بمحبِّتها...
 غاطْسين لريُوسنا في خيرها...
 أحْكيلها علي تحِبْ عمرها ما تغدر بيك ديما سرِّك في بيرْها...
 صُورْها العالي على كُبْر البلاد...
مالإستقلال عمرو ما سكّر بابو قدّام حدْ يقصدو مالعباد...
 توّا أحْنا كلّنا أخوة من تونس كامْلة...
يا حسْرة كيف كان بابها يتسكّر في وجه ْالأعْداء الكُلْ شاملة...
 كان تشوفو محْلى فرْحتنا كيف ترَوِّح ليتْوال بالنّصر لينا...
كان تشُوفو محْلى لمِّتنا في رمْضان كيف يضْرب المدْفع و يِذِّن الأذان و ناكلو أوّل  ڨدْمة لينا...
و كان تشُوفو فرحة العيد في سوسة ليها طعم غير...
بضحْكة الصّغار في المناجْ و فرحتهم بڨرابط أكْباشهم نهارت العيد الكبير...
 محْلى ريحة الزڨوڨو كيف في المولد تفُوح...
و مقواها هاك العشْرة، بين الجيران في الحزْن قبل الفرْح قويّة مالرّوح للرّوح...
بالفلاڨّي كل شيء فيها يعْجبني...
و كل تزقْزيقِة عصفور في جنايِنها و كل ضربة موجة في حجْرة النِّجْمة تُطْربني...
فنادقها صرُوح معَلِيّة...
بسحْرها و جمالها كِسْبت جوايز كبيرة و محبِّتها في قلب كل من يزورها مخلّْيَة...
سوسة يا جوهرْتي و جوهرْة كل ساحْلي و جوهرة تونس الكلْ...
نتمنّى الخير ليك و للّي يعِيشو على ترابِك الكُل...
 ربّي يحفظك يا سوسة يا غالية...
و يكتب ناس تونس و نَاسِك من أهل جناين الفردوس العالية...
بمحبة سوسة نحيّيكم...
 و لها الأرتيكل المخلِّط بالدّموع نَّاديكم...
أسماء الصّخري الغرسي

No hay comentarios:

Publicar un comentario