lunes, 20 de mayo de 2013

آش مفكْرك فيّا



إيه آش مفكرّك فيّا...
 بعد ها السنين إلّي تعدّات هاذيّا...
بعد ما سيّبتني و خلّيتها بيّا...
بعد ما حبّيتك و كذبت عليّا...
بعد ما بديت ننسى  و نعمّر في حياتي إلّي بعدك صعبت عليّا...
 بعد ما غبت و عشت مدة بعيد عليّا...
بعد ما رضيت و قلت هاذاكا زهري آش عطاني مالدّنيا هاذيّا...
آش مفكْرك فيّا...
بعد ما بديت نستانس بالشوارع من غير ما نشوف خيالك بجنبي و نحس إيديك في إيديّا...
بعد ما كرهت البحر و وليت ما نعرفلوش ثنيّا...
 باش ما يفكّرنيش بضحكاتنا كيف تضربنا الموجة على ساقينا بالشويّا...
بعد ما نسيت حديثنا الطّويل من غير مجاملات...
بعد ما بكّاتني خلافاتنا التافهة إلّي كانت توفى ديما بالضّحكات...
آش مفكّرك فياّ...
بعد ما صار فيا إلّي صار من هجرك ليا...
بعد ما بديت نتعوِّد على حياتي بلاش حنّيتك عليا...
بعد ما سألت روحي و خنقتها من غير حتّى جواب علاش هكّا عمل فيا...
بعد ما تخيّلتك عرّست و ولّيت بصغارك و مرتك فرحانة معاك متهنيّة...
بعد ما دموعي وفات و شاحت عينيا...
بعد ما قلبي قسى و ماعادش يحس حتى بأسيّة...
 آش مفكرّك فيا...
 قلبي ضرب كيف شفت رقمك يطلب فيا...
هاك مازلت تتذكّر بالباهي نومرويّا...
مالا وينك كل ها الوقت...
وين كنت غاطس و مخلّيني نحس بالمقت...
كيفاش هانت عليك عشرتنا...
كيفاش في لحظة طيّشتلي كلمة "في الأمان" و نسيت محبّتنا...
آش مفكْرك فيّا...
بعد ما بنيت روحي من جديد...
و بديت من بعد الوجيعة  نحس و نفرح بالعيد...
بعد ما أمي و بابا بكاو عليا دم قلبهم...
 كيف شافوني من بعدك تعبت و توا فرحانين بيا كيف نسيتك و مشيت على دربهم...
 آش مفكرْك فيّا...
 كيف بديت نحب من جديد جاي تلوّج عليا...
موش مكفّيك زعزعت تصويرة الحب في حياتي مرّة و جاي توّا باش تهِدّو مرّة أخرى عليّا...
بعد ما لقيت إلّي سقاني كيف الوردة بعد ما ذبلت...
 بعد ما رجّعني للحياة وقْتلّي قلت سايِي في الحب فشلت...
آش مفكْرك فيّا...
توا فات الفوت على محبتك ليّا...
إمشي أرجع للّي بعدِك عليّا...
 و أعرف إلّي برغم الحزن الكل إلّي حسّيتو كيف هجرتني و مشيت عليّا...
 فرحت فرحة عظيمة كيف ربّي رتّحني من حبِّك إلّي كان يعذِّب فيّا و ورّاني قدّامي الثنيّا...
و خلاّني نعرف الحب الصّادق إلّي هو حاضري توّا و إنت تقعد ماضيّا ...
 "في الأمان" توّا ظاهرلي تعرفها الكلمة هاذيّا...
فسّخ نومرويّا و ماعادش تتفكّرني و تسأل عليّا...
أسماء الصّخري الغرسي

أنا هكّا



أنا راجل جدّي...
كيما كان قبل يرحمو جدّي...
ما نحبّش رويق الصّحبة...
 و لا نفكّر كيما صحابي باش كل نهار نخرج مع كعبة...
كيما يسمّيوها هوما...
 جنس حواء لو كانت باهية و إلا مشوما...
 نعرفهم يتهامزو عليا...
 و حتى في وجهي قدّاش من مرّة ضحكو عليا...
 لكن و لا شعرة من راسي تتحرّك...
كل واحد يدبّر في روحو و في رمّانتو يتلهى يفرّك...
 أنا نعرف روحي أكثر منهم...
موش لازم نبزْنس كيفهم باش نعجبهم...
نعرف إلّي مخّي و مخّهم موش خوات...
و متفاهمين في كل شيء لكن مانيش معاهم في حكاية البنات...
صحابي هاذم فيهم إلي في الخدمة عرفتو...
و فيهم إلّي صحبتنا عمرها سنين و في الكُتّاب أوّل مرة شفتو...
الحاصل نحبهم و يعزّو عليا...
 لكن في حاجة وحدة ما نجموش يأثرو عليا...
 حكاية التلوعيب ببنات النّاس...
هاذي ما فهمتهاش...
ياخي ما عندهمش خوات ياخي ما يكسبوش إحساس؟...
كيف نسألهم أيا وقتاش الخطبة يضحكو عليا...
و يقولولي يا ولدي مازلنا صغار خلّينا نتفرهدو شويا...
 شبيك ماشي بالنية؟...
أما نيّة يا ولادي تي ملاّ دنيا هاذيّا...
ياخي التزعبين وإلاّ عندكم تفرهيد؟...
ياخي كيف تصوحبو وحدة و بعد نهارين تخلّيوها ولاّ عندكم عيد؟...
 أنا عندي خوات و بنات عم و بنات خالات...
 و كيما ما نحبّش فيهم ما نحبّش أنا نعمل في البنات...
شيء كلامي مع صحابي في العاديات ضبحا...
 أحسن حاجة ولّيت نعملها نسكت و ما ناقشهمش...
و نشد في مبادئي و بإلّي يغرّوني ما نتبّعهمش...
أنا مانيش ضد إني نعرف حواء...
لازم نهار نعرفها و نعرس بيها و هاذيكا سنّة الحياة...
لكن أكيد باش تكون نيّتي صافية معاها...
و نحبها و نقدِّر مخّها قبل ما نفكّر و نغزر لبدنْها...
الحقيقة هي فمّا وحدة عندي مدّة نحب نكلّمها...
 لكن خفت لا ما توافقش و إلاّ بطلْبي ليها نصدمها...
هي أخت صاحبي إلّي مالشلّة...
قلت يلاّ نعمل بالأصول و نكلّمو هو لايقولو ها الرّاجل لا عندو لا دين لا ملة...
 صاحبي فرح بيا فرحة كبيرة...
 و حمّلني و قالي إنت خويا موش صاحبي و ما نلقاش ما خير منّك لأختي الكبيرة...
 توكّل على ربّي و كلّمها و الدّار خلّيهم عليّا طبيعتك الباهية و أخلاقك أنا لأمّي و بابا نقدّمها...
 يا كاهَوْ عاد خوكم خطبْ و حبْ...
و صان ها الطّفلة حتّى لين عرّس بيها و المكتوب بيناتهم كتِبْ...
أسماء الصّخري الغرسي

jueves, 16 de mayo de 2013

بإلي نحكي عليها ما توفاش الحكايات


...

الناس الكلّ كيف نحكي عليهم حاجة و هي كي نحكي عليها حاڨة تانية خالص كيما قال المصري...
أمّي إسمها أحلى كلمة تخرج من فمّي...
الكلام الباهي و الإحساس الطيِّب و الفرحة و الدّمعة و الضّحكة و الجَمْعة كلّهم يتعاركو على لسان قلمي يحبُّوني نِكتب عليك يا أمّي...
بإلّي نحكي عليها ما توفاش الحكايات : فرَحْت كيف سمعتني نبكي في أول بكْيَة ليّا، تبّعتني لين طلعولي كل سنيَّا، مشيت معايا في كل خطوة من أول ما حلِّيت عنيَّا، سهرت عليَّا و أنا مريضة بكل محبّة و حنيّة، حضّرتلي الحلو و البخور في سِيزْيامي و نوفْيامي و باكِي و كل فرحة ليَّا...فرحْتلي في عرسي لين عينيك دمّعت و زغرتّْلي كيف ولدت أولادي لين الناس الكل سمعت ، عمتلي نفاس طويل و حرصت معايا على تربية أولادي في النهار و في اللّيل...
ولاَّو يحبُّوك لْكل من كثرة محبتي ليك، راجْلي و صغاري و كل من يْجِي لداري و يسمعني نحكي عليك...
سامحني كان غلطت في حقك نهار و عْلَى صوتي عليك وسط الدار، الله يلعنو الشيطان و يخزيه كان نشدو ألا ما نُرْشقو بسكينة ما بين عينيه...
يزِّيك يامِّي، راك بالعهد إلي عاهدتو لربي كيف ولدتني كفّيت و وفّيت، جاء الوقت إلي أنا فيه باش نوفيك...
لو نعطيك دمي نكتة نكتة عمري ما نقول ملّيت، سامحني لو تعدَّات لحظة فيها بيك ما حسِّيت، و الله ديما ندعي لربْ البيت ، الله يطوِّلي في عمرك و إن شاء الله ديما نسمع حسّك...
و بإلِّي نعمَلِّك يامِّي و بإلِّي نفدِيك عمري ما يجي نهار و نقول راني ضحِّيت، هاكا حقّك و شوف و شوف إنجَّمشي نرجعو ليك...قالو على الأم بارشا كلام: قالو نبع الحنان، قالو ضو الشّمس، قالو تعطي الأمان...
خلّي يقولو إلي يحبّو أنا نقول إنت الحنان بكلّو، إنت الشّمس، إنت كل الأمان. إنت يامِّي البلسم إلي يداويلي جروحي...ما تعرفش قداش دعواتك تقوِّيلي روحي...
نتْفوخِر بروحك الطّاهرة بالصّلاة و بيدك الكريمة بالزّكاة، و بقلبك إلي فيه منبع العطاء...
كبرت و عمرك ما رخِّيتلي بيدّي ديما كلامك و دعواتك عمرهم ما يجِيو ضدّي...
إنت نعم الجليس كيف نحب نحكي و خير الونِيس كيف نحب نشكي...
إنت نعم الصاحب في ساعة القربة و بإلي طول بيناتنا المسافة ما تِتْسمَّاش غربة خاطرك عايشة في قلبي و بين جواجيَّا يا أمّي يا باهية يا أغلى من عنيّا...يكفيني نركع و نشد بإديّا هاك السَقّين المْحِنِيَّة نبوسها و نطلب رضاك...
و ندعي لربي باش عمري ما نبعد من باحذاك...و بإلي نحكي عليها ما توفاش الحكايات
أسماء الصّخري الغرسي

الحماة و الكنّة



...

قالِّك " ما تِتْفاهم الحْماة و الكنَّة كان ما يُدخل الشِّيطان للجنّة" هههه
كلمة تقَالِت ليها سنين كيف يوقف بين المْرَا و حماتها حيط برلين
 و ما عادش يلقاوْ بيها وين.
يا ناري على روحي كيف كنت صغيرة قداش كنت نصدّق هالكلام و نخاف منّو لا يجي نهار و يصير عليّا...
كنت نشوف الجارة قدّاش تشكي من حماتها
و نسمع على العزوزة في الحمام كيفاش كنِّتها خلاّتها...
يقولو فمّا نساء ملي يعرّسو يِتحلِّلْهم باب بلاء تدخل في حرب باردة و كان لزم سخونة مع حماتها
، قال شنوة تغِير منّي خاطر نعيش مع ولدها
و ديما تُحْبكلي في المكايد تحب تثبِّت خُلْدها....
 و فمّا نساء يقولو ملاَّ كنَّة عندي جات فكِّتلي ولدي
و دوِّر فيه عليَّا تحبو يخلِّيني وحدي...
حاصيلو بارشا كلام سمعتو مفهوم و موش مفهوم...
بارشا كلام سمعتو فيه بارشا شتايم إطِّير
 و بارشا قدر يطيح...
ياما قريت في الجرايد على حماة قتلت كنّتها بالسّم
 و ياما تفرّجت على كنّة دخّلت حماتها لدار الكبار في السّن...
كبرت و عرّست و حطّيت يدّي على قلبي
 لا تطلع حماتي كيما سمعت و قالولي...
قلت يا ستّار و توكّلت على ربّي
، نلقاها مرا من ذْهَب و حُولِي...
 حبِّيتها و ما نكذبش على ربّي
في حضْرتها الفرحة تملالي قلبي،
مرا كلّها بهجة من بسمْتها لضحْكتها، لكلْمتها...
إلي يشوفها يحبّها و ما ينجّمش ما يبوسهاش  من خدّها...
إييه نحِب حماتي، راكم باهْتين،
و تقراو في كلامي و ساكْتين و تقولو بينكم و بين أرواحكم أكيد هاذي هبلت ولا شاربة المورفين...
علاش ياخي ما تجيش نحبّها كيف أمّي؟
صحيح هي مش من دمّي لكنّها شايلة همّي
 و ديما تشجّعني باش نحقّق حلمي
 و تفرهدني و تنحّيلي غمّي
 و تمدحني كتشوفني على كل شيّْ نسمِّي...
ما يزِّيش أم عشيري ...
هزِّتو في كرشها تسعة شهر،
و بعديكا ما جابتُّو للدِّنيا ألاَّ ما شافت المرّ
، ما يزّيش كبّرِتو ملّي كان صغير،
 و علّمتو في العشّ لين ولاّ يطير،

و باركتلنا في عرسنا و دعاتلنا بالخير
، و فرحت بأولادي و شراتلهم عروسة و فرد صغير...
ما نقول كان ربّي يفضّلها و تعيش في خيرها و سْرَاهَا،
 و أولادها و كنايِنها و أحفادها باحْذَاها.
إيجَاو نقوللكم على السِّر الباهي
إلّي خلَّى ما بيني و بين حماتي ديما زاهي
: كلمة الخير هي الكلّ
هي إلّي تلقى بيها ديما الحلّ
...و ربّي يهدي النّاس الكلّ...
أسماء الصّخري الغرسي

صنعة إلي ما عندو صنعة



...

كلمة ديما نسمع مامَّاتي تقولها و أنا ما نفهمْهاش...
و قد ما نلوجلها تفسير في مخي ديما ما نلْقالهاش...
نسألها ما تجاوبنِيش...تقلِّي "كيف تكبر تَاتِفْهم بنَيْتي و توّا ما تهبَّلنيش"
بديت نكبر و نشوف...
كلّ ما  يحوِّل عنّا جار جديد يتلمُّو قدّام دارو صفُوف...
إلّي يسألو على إسمو...و إلّي يحسدو في قَسْمو...
و كل ما حد يِدْهن دارو... ينَسِنْسولو على أخبارو... "وِلْدِك يا حاجَّة باش يطَهِّر صغَارو و إلاَّ من النْدى حيوط دارِك طَارو؟؟"
كلّ ما  يشوفو منيرة جايْبة قضْية في يِدّها...يقولو "وُهْ هذه مرا على قدْها؟؟...شوفو هاك القفّة ماكبرها يا مِّيمتي ملاّ مْرَا شكون يڨدْها؟؟"
كل ما مْرَا في الحومة تِحْبل و تِكْبر كرْشها و تُثْقل...يقولو: "يا ناري عليها ماهيش مفكّرة في البلاء إلي جاييها...كل عام صغير ياخي فاش قام عليها؟؟"
كل ما يشوفو طفلة لاهية بلَبْستها...يقولو "شوفو الوْحَيْدَة آش عاملة في روِيحِتها...كان جاء بوها هنا راكم ريتو طريحتها"...
كل ما يراو وَحيدَة المزيانة وقفت عند الخضّار تشري في الجلبانة...يقولو "شوفو هاك الرَّهدانة مسَلْمة في دارها و تحِب تْفُك الرّاجل لمرتو ملاّ سكْبانة"...
كل ما يشوفو فتحي فرحَان مع مرتو و الضّحكة ماليَة وجْها و وجْهو...يقولو "يا لِنْدرى شنوّا مشَرْبِتو، باش على ڨلاڨمو مطيْحتو؟!"
خلّي عاد كل ما يحِل حمّام الحومة و يسكِّر...يقولو بإلِّي فيه جِنْ في شكل قطّوس أكحل للعرايس يتنّكر...
أما الغريبة إلّي قالتلهم أسكتو...كيف يتبولدو على معاق و يقلْدولو مشْيتو...و يزيدو كيف يشوفوه يبكي يتشمْتولو في بكْيتو...
نشوف في ناس لاهية بالدّاخل و الخارج...
نشوف في بلاد باهية و مع النّاس إلي فيها ما يتعاشِش...
نشوف في جارة ترمي في الزّبلة قدام دار جارتها...
و نشوف في حجّامة تقطّع و تريّش في وحدة عمرها ما ضرِّتها...
نشوف في هاك الطّفلة اليتيمة إلّي بوها مازال كي خذاتو الموت...
و إلّي على خاطر أخوتها بطْلت قرايتها و ولاّت تخدم في مَرْشي  الحوت ...
قالو " سايِي الرّاي وفا عليها إحْسبوها بارِتْ و فات عليها الفوت"...
نشوف في ناس يِتْجوسْسو على بعضهم من ورا البيبان...
و ناس ما تعنيلهمش أخبارهم قد ما تعنيلهم أخبار الجيران...
نشوف في واحد يجري للعركة باش يفُكْ الحضْبة...
و لاخر يجري وراه باش يضحك عليه و يشوف وين جاتو الضّربة...
نشوف في جارتنا جميلة و غايضني حالها ملّي مات راجلها...
كلامات الناس ما خلاّت حدْ يدق على دارها...
نشوف في خالتي مسعودة كبْرت و ولاّت ديما شادّة شبّاكها...
و إلّي يتعدّى فوق ترُوتْوارها و يغزرلْها ما يمْنَعْش من سَبّانْها...
الحاصل هذا شوية مِلْحكايات إلي قاعدة تصير...
بين جيران حومتنا كيما بين جيران حومة الغير...
كان توّا كيف ولّيت كبيرة شفتها...
كلمة مامَّاتي إلي قالتها و قبل عمري ما فهِمْتها...
يرحم فمِّك يا مامَّاتي في ها الكلمة إلي عاوِدْتهَالي على ناس بكري  "صنعة إلي ما عندو صنعة"
أسماء الصّخري الغرسي

أعطيني ساعة من وقتك




...

نهار دخل أمان على بوه و هو غاطس في أوراقو...
 قالو بابا علاش ماعادِش تلْعب معايا، راني توحّشتك و أمّي و جدّي زادة ليك اشْتاقو...
آش قوْلِك تجي تلعب معايا اليوم...
و تتْفرّج فيّا في الپيسين كيفاش نعوم...
و تراجعلي محفوظاتي ...
و تمشي معايا للجْنينة نورّيك عصافري و نبْتاتي...
غزرلو بوه من تحت المريَّات... و قعد يسْتنبَطلو في الحكايات...
أنا يا ولدي ولّيت رجل أعمال مشهور... و بخدمتي و أفاريّاتي ها المدّة ديما مشغول...
 ما عادش عندي ليك وقت و لازم ديما دولابي يدور...و الأسهم متاعي في البورصة ديما عالية في السّوم...
قالو أمان، عيشك يا بابا راني نحس في روحي منّك محروم ...
أعطيني ساعة من وقتك راني ولّيت نرى فيك كان في أحلامي وقت النّوم...
جاوبو، يا ولدي راني نحبكم بكلْكم... و تعبي و شقايا كلّو على خاطركم...
و السّاعة إلي تحبْني نلعبْها معاك ... إنَجِّم نخسر فيها ميَات دينار و إلاّ أكثر من وراك...
أمشي ألعب مع صحابك... و إلا شد كرّاستك و كتابك...
أنا خدمتي عندي مهمّة... و أتاوْ كيف تكْبر تولّي إنت زادة عندِك نفْس الهِمَّة...
تعدّات الأيّام و البو زاد تشغل على عيلتو و بالأخَص على ولْدو...
و نهار من النّهارات شاف أمان باب البيرو محلول دخل و جا باس بوه من خدّو...
تهَزْ البُو و تِنْفَظ... و عيَّط على ولدو بكلام غليض و فظْ...
بهِت أمان و عينيه دمْعت ... و خرج يشْهق حتى من أمّو سمعِت...
مشات تجري لولْدها، حضْنتُّو و سكْتِتُو... و كلمة "نكْرهو" من مخُّو نزْعِتلو...
بعد شويّة وقت قعد فيها البُو مع الجَدْ... و حكى معاه بارشا كلام فيه الحنِيّة و فيه الجَدْ...
مشى البو لبِيت ولْدو و هو راقِد...قعد في كرسي بجنْبو و حسْ بصحّة كلام مرتو و بوه النّاقد...
طبِّس و باسو من جبينو... ياخي حسْ أمَان بالدّفاء و حلْ عينو...
تبسّم في وجهو و حلْ يِدّو...باش ياخْذو بوه في حضْنو و يوِدُو...
من بعد جْبِد فلوس من تحت مخَدْتو... و وشْوِشْ لبوه بعد ما شَاف الحِنيَّة في غزْرتو...
قالو، بابا هاذُم ميَات دينار لمّيتهُم من مصْروفي إلي عطيتهولي...خوذهم حق السّاعة و الوقت إلّي من خدمتك باش تنحّيهولي...
حسْ وقتها البو بالتّقصير... و عرف إلّي كان عامل مع ولدو و عيلتو ذنْب كبِير
أسماء الصّخري الغرسي

مْرَسْكِي



...

أنا ولَد مازالت شبابْ لاكن راسي شابْ...
من كلامات صحابِي إلي يضْحكولي على كرَّاستي و كتابِي...
يقولو عليَّا معَقِّدْ و في المنڨالة ديما نِتْفقِّد...
يقولولي يا قرَّاي، زيد أقرَى ...
توا كيف تتخرج تعرف الحقرَى...
راك من القراية ما عندك ما تحصِّل كان الشّعر المَنسِّل و الوجه إلي يفشِّل...
يقولو عليّا جبان خاطر عمري ما خرجت و صدري عريان...
 ديما سوريتي للرّقبة مقفولة، و الله غالب صبَّاطي فيه نقبة محلولة...
ما يعرفوش إلِّي نحنا ناس على قدْنا، ملِّي مات بابا العجلة ديما تجي ضِدْنا...
الحاصل كل صباح، ناكل ما كتِب من ربّي... و ندعي هاك الدَّعوة باش ربِّي ينوَّرلي دربي ...
و نبوس يد الوالدة و نلبس ما يسترني و يدفِّيني مالدِّنيا الباردة...
نهِز كارطابتي إلّي تُوزن قدْ الدبَّابة و نمشي نستنَّى لين نشوف الكار و نهِزْ السّبابة...
 فماش ما يشوفني الشِّيفور و ياقفلي قبل ما يدور...
 ما كانِش ترصِّيلي نجري في الكيَّاس نعوم و نغطس كايِنِّي في الماء نِسْري...
الكراهب تزمِّر عليّا، كارطابتي باش طِّيحْلي من يديّا...
ساعات ياقف و يرحمني و ساعات يكمِّل يجري من غير ما يكلَّمني...
حاصيلو حكاياتي مع الكار حكايات طويلة، أما كلُّو و لا نهارِت إلّي عمْلولي الحصِّيلة...
تبَّعت أصحابي في بالي يحبُّوني و باش نعمل معاهم كِيفْ...
ياخي هزُّوني و شرْبُوني أوِّل مرَّة معاهم بالسِّيف و بعديكا طرْدوني و جيبي مالفْلُوس نظيف...
حتى من ركوبي متاع الكار صرفتو، و آخر سيڨارو كان في جيبي تكيَّفتو...
الدِّنيا غيّمت بسحاب أكحل و أبواب السّماء بالمطر بدات تِتْحل...
كرْكرْت رجليَّا للمحطّة و وصلت نقطِّر كيف البطَّة...
و بقيت نستنى في الصَّفراء عشيرتي إلي ديما مذهبِّتلي شيرتي...
بديت نحس بالبرد يضربلي في عظامي، و نشوف في الدّنيا دُّور قدّامي...
الجوع و المطر عملو فيَّا و الكار لتوّا ما شفتلها ثنيّا، طُحت و قُمت و الدِّنيا لعبِت بيَّا...
و بديت نسمع في صوت ينادي عليَّا و أنا وحدي مغمِّض عينيّا...
غريبة شنوّا هذا؟؟؟  زعما إنس ولا جانْ هذا؟؟؟وليت نهلوس وحدي مع إلّي يكلّم فيّا...
ياخي طلع ضميري يأنِّب فيّا...
" ياخي مسْتانس تعمل هكّا، مستانس تشرب و وين يجي تِتَّكا...
آه كان تسمع بيك أمّك ألا ما تولّي تِتْبكّا...
و تمشي لعمّك تقوِّد بيك و تِتْشكَّى...
ألاَّ ما يقطَع عليك المصروف و ما تلقاش عليك شكون يِتْزَكّا...
ها العمْلة إلي عملتها ماعادش تعاودها...راك مازّلت صغير و ها الدنيا ما تعرفش سنَايِدْها...
تخلِّيك تصَحِّح عليهم من غير ما تفِيق...
و بعدما ما تباصِيك تقلِّك فيقْ يا شفيقْ...
أنا هكّاكة في خُوذْ و هاتْ و نشوف في ضوْ يشعل ما بين الشّجرات...
كبست روحي ووقفت، قلت بالِكْشي الكارْ جات باش ترتَّحني من ها الصُّوت الزِّفت...
وِصْلِت و طَلْعِت هيّا، تحَل الباب و طْلَعْت بالشويّا...
كرطابتي الثقيلة في يدّي اليمين...
و عينيّا المغمضَّة ما بين نُومين...
و أنا واقف ما بين كُرْسِين...
و نفكِّر وقتاش نكْبر و تُوفَى ها السْنِين...
بالِك نخرج و نولّي نخدم في الخليج ولاّ حتّى في بيكِين...
أنا هكّاكة في أحلامي سارَحْ...
و يطلع الكنترولور إلي طلع البارحْ...
آه و الله مِنْ بالي نسِيتو...
و ما توقَّعتش اليوم بالذّات نسمع صوتو...
يصيح و يعيِّط أيّا فين تساكِرْكُم ...
و أنا وجهي لخْلَخ و صْفَار كيف الكُرْكُم...
أحلامي قالولي أيا بايْ نرجعو غدوة...
و حتى من هاك الصّوت إلي إسمو ضمير سكَّتو بالقدرة...
متشمِّت فيَّا و في حالي، و الكنترُولُور همِزْني من تَالي...
" تِسْكِرْتِك ولْدي"
قلت خَا نُملِص روحي " لا كارْطة عندي"
قالي " أيّا باهي هات خَنْشوفْها"
" أوه آش ملَزْني نولّي مالنّاس إلّي تكمّل في ليلة مصروفها؟؟"
حطّيت يدّي على كتْفو و كلَّمتو برجوليّة: " سامحني خويا راهي فلوسي وفات عليّا"
قالي: "نحّي يدِّك و إبعد شويّا، بالِكْشي في بالِك حالّين هنا تْكِيَّا"
و سمَعْت صوتو يِزْهر كي الصِّيد دوِّر الكار للمركز هاو عنَّا واحد بليد"
"يا خويا ما تعيَّطش، راني موش مسْتانِس، راني ديما نخلِّص كان اليوم جيت فالس...
تبعت لمَّارك صحابي غرُّو بيَّا...
إحسبني ولدك وإلا ولد جارك و خلّيني نروَّح راهي أمِّي تسْتَنَّا فيَّا...
هزْني الراجل و حطْني، و شاف لبستي و بدني و سخف عليّا و قالي:
" باهي ولدي سايس روحك، و ماعادش تخلّي صاحب عليك يِتْضُوحِك"
فرَحْت فرحَة كبيرة كايِّني خذيت الباك و مسحت عرقي بالپَاپي إلِّي مدِّيتها من السَّاك...
لأوّل مرّة في حياتي نِتْفوخِر بروحي وبلَبْستي...
حتى من أحلامي و طموحي بدَّلْتهم كيف شفت نَكْستي...
و قرّرْت باش ما عادِش نتبَّع لَصْحاب أولاد الكلْب...
إلي تمسْخرُو و ضحْكو عليّا كيِّنهُم بلاَش قلْب...
و رَجْعِت أحلامي ترفْرِف باحْذايا و ضميري فرَح و غنَّالي غنَّايا...
أسماء الصّخري الغرسي

رِزْق الحْلاَل



أنا راجل خدّام على روحي...
كل صباح نهبط من اللُّواج و نمشي حدِّي حدْ روحي...
ما نركَّزش مع إلِّي راكب في كرهبة بجنبي...
و لا مع الزّوالي إلي يحُث ورى دربي...
النّاس الكل تجري وراء الخبزة...
 أحسن ملّي شادّين القهاوي و ياكلو في النَّبزة...
إلّي يخدم طيّار و إلّي يخدم نجّار...
للّي في البيرو متوظِّف و إلّي في الحوايج يرصِّف...
ناس تاعبة بعرق جبينها...
باش يشوفو شنوّا ينقُصْها و شنوَّا يزيدها...
و أنا منهم، كل صباح نصبَّح على الخدَّاما إلي معايا...
و نهِز البالَة و نعبِّي العبايا...
باش نطلع بيها لخامس طاقْ...
في العمارة إلِّي يبني فيها عَرْفي السرَّاق...
إلّي توّا نجري وراه عندي شهرين...
أنا و الخدّامة إلي معايا لُخْرين...
يامَا جريت وراه باش نُخلص ...
و هو طلع راجل قلاّب و كيما قالو عليه ماهوش مخلص...
الحاصل عديت النّهار كيما غيرو...
 و كي العادة جهْدنا و تعَبْنا ديما يزيدلو في خيرو...
حتى مالسّوايع الزّايدة خْدِمتهم...
 و من كثرة التْعب و قلّة النّوم أولادي و المرَا همَّلتهم...
قالولي يا بابا إشريلنا شكلاطة و أقلام ملوّنة...
مساكن أولادي ما يعرفوش منَاش دماغ عرفي متكوْنة...
مرتي غضْبت ميَات مرّة في دار بوها و رجْعت...
الله غالب كان جات تعرف الشحْ إلّي في عرفي راهي تفَجْعت...
اليوم قرّرت باش نطالب بحقّي بلاش سكَات...
و شدّيتلو وجهو من الصّباح و ما صدّقتوش كيف قالي الفلوس وفَات...
ما خرجْت من عندو ألاّ ما دبّرت ثلاثين دينار...
 قلت ميسالش مصروف خير من بلاش نفرَّح بيهم المرا و الصّغار...
نشريلهم حارة ياغورت و شويّة حليب ...
و نهِز المرا توّا عندها مدّة  تحِب تمشي للطّبيب...
وصلت للدّار باش نهزْهم للعطّار...
لبسنا حوايجنا و خرجْنا و مالفرْحة عقلي طارْ...
دخّلت يدّي لجِيبي و عيَّطِت فيني الكسِيبة...
و رسّاطلي رجَّعت القضية وقعدت نستوعب في المصيبة...
لوّجت و قلِبت الدّنيا...
و المرا و الأولاد زادو في البكْيا...
يا ناري على روحي ما عنديش زهَر...
 حتّى من ها المصروف إلي دبّرتو وْفَى قبل ما نشري قضْية الشْهر...
سلّمت أمري لربّي...
و ضحّكت الصّغار وصبّرت المرا لين نحّيتِلهم الكبّي...
و من غدوة مشيت عاودت حكيت مع الشّاف ...
 فمّاش ما يعاوِني والعرْف الكبير يقول هاوْ عندو لكْتاف...
و الحمد لله هداه ربي و خلّصني...
 آما هاك الثلاثين نقّصلي...
قعدْت نخْدم و نستنّى في وقتاش يوفى النْهار...
 باش نقضي قضياتي و نروّح نجري للدّار...
حطّيت الفلوس في صرّة...
و خبِّيتهم في مرْيُولي كيفْما تعْمِل قبل المرا الحرّة...
لا يضِيعولي و نهْبل جمْلة ها المرّة...
الحاصل قضِينا و تفرْهدْنا...
و خلَّصْنا كرانا و روَّحنا لدارْنا و قعَدْنا...
هكَّاكَة و أحْنا في اللِّيل ساهْرين...
 سمَعْت المْرَا تعيِّط زيادة الخير خِيرين...
 إيجا يا راجل شوف شنوّا لقيت تحت الطّاولة ملوْحين...
مشينا نجرِيو النّاس الكلْ في الحين...
نلقَاهم هاكِ الورْقتين العشْرة و العشْرين، الزُّوز ملْفوفين، طايْحِين تحت الطّاولة توّا عندْهم نهَارين...
و مالفرْحة بكِيت و دمْعي سَال...
و ولِّيت نِحْمد في ربِّي و نقول هَاذاكا "رِزْق  الحْلاَل"
أسماء الصّخري الغرسي

إلي يبيعني بالفول... ما نخسرش عليه القشور



...

عمري ما ننسى، وحدة كنت مسمْيِتها صاحبتي مشيت معاها بالنيّة...
و عمري ما خلّيتها بيها في نصف الثنيّة...
حسبتها صاحبتي و مشى في بالي عشرتنا عشرى بقوة الدّهر و السْنِين...
عمري ما كنت نتصوّر إنّها تبيع محبّتنا و صحبتنا في نهارين...
تبدّلت و تغيّرت النّفوس...
هذا الكل على خاطر الدّنيا و الفلوس...
نسات خرْجاتنا و دخْلاتنا كيف كنّا صغار...
نسات قدّاش كنت نمشي و تجي باحْذايا هي للدّار...
نسات المعزّة إلّي كانت تعِزْهالْها أمّي...
نسات محبْتي ليها كيف أختي بالرّغم إلي دمّها موش من دمّي...
نسات ضحْكاتنا كيف كنّا نلعبو في الكاري...
نسات غشّنا كيف يجي خويا و يفكِّلنا الآتاري...
باعت في نهار و ليلة أحلى ذكريات تعدّات...
ما تعرفش إلي مهما يصير عمري ما ننْسى كيما هي نسات...
عمري ما ننسى أوّل نهار دخلنا فيه للمكتب مع بعضنا...
عمري ما ننسى في نجاحي و نجاحها قداش ضحكنا و فرحنا لبعضنا...
ياخي موش عيب بعد هاذا الكل نولِّيو كيف الأغراب...
و نهجرو بعضنا في الدّنيا قبل ما يبَعَّدْنا على طول التّراب...
لا يا عينيّا كِفْ و ما تبكيش...
هي صحيح توجع لكن النّاس هاذُم البكاء عليهم يَاسَاقْ ما يجيش...
نَكْثِت العهد إلّي تعاهِدْناه في الصّغر من غير كلام...
خلاّتني نولّي كيف البكّوش نتعدّى باحذاها من غير سلام...
ماعادش لا كيف نشوفها نكلّمها...
لا كيف ولاّت تغزُرلي بدمعة النّدم نحِب نفْهمها...
ولّى عندي وجودها كيف عدَمها...
توّا دارت بيها الدّنيا و ما لقاتش بير لسرّها كيفي...
أما توّا سايِّي ماعادش تساعدني كيفْها ولى ماعادش يعْجب كيفي...
و الحاجات إلّي ولاّت تعيشهم في صيفها موش كيما الحاجات إلي نحب نعملهم في صيفي...
خرجاتها تبدْلو ولاَّوْ موش كيما خرْجاتي ...
و الأصحاب إلّي ولاّت إتّبع فيهم خاطيني ما يوالْمولِيش حياتي...
خلّي ينفعوها توّا كيف ضاقِت بيها...
و ما لقاتش شكون ينْصحها من قلبو و كيف تِتْعارك يحامي عليها...
توّا فاقِت بحياتها شنوّا ولّى ناقِصها...
ماهو كانت قبل عندها أخْت موش صاحْبة ساتْرِتِلْها كل نقَايِصْها...
ليوم ماعادش ينفع النّدم...
خاطر آخر محبّة في قلبي ليها خرّجتها كيف تبرّعت بالدّم...
أنا إلّي يبيعني بالفول...
ما نخسرش عليه القشور ...
أنا نهِز نطَيْشو في أقرب پوبَالَة...
خاطر إلي ما يراش بالعشرة عندي هو مجرّد زبالة
...
أسماء الصّخري الغرسي

الوْحَمْ



...

كل نهار كيف نخرج مالدّار و نمشي نقضي...
و إلاّ حتى كيف  نمشي لطْبيب باش يقيسْلي نبضي...
لازم باش نتعدّى للمرْشي نشري شهْوة و إلاّ إثنين لمرتي...
توّا عندي شهر و أنا نعاني في وحَم المرا...
و قالولي إستنّى للثّالث و ساعات لين يوفى التاسع و يجيك الضْنى...
الحاصل آش نقول و آش نحكي...
على ماكلة الفحم و التّراب إلي يطلْعولي الدم و قريب يخلّيوني نبكي...
و نبدى نقرّق بيها يا مرا حرام عليك...
الولد ألاّ ما يتولِد كيف الحجرة اليابسة ما بين إديك...
من ها الخلطة  إلي كل نهار تشْبَع بيها...
و شيْ النّافع الله ، كلامي ما نفع فيها...
و إلاّ آش نحكيلكم على القومان عقابات الليالي...
و أنا ندور بالبيجاما في الشّارع الخالي...
نلوجِلها على خضّار محلول...
و إلاّ حتى بقّال المهِم يبيع الفول...
إيه الفول راكم مستغربين و تقولو خيوطو ضاعو...
إيه مرتي متوحْمة على الفول بأنواعو...الأخضر و الشايح...
و إلي طايب مدمّس و إلي بايت مالبارح...
و زيد تحكم عليّا باش نطيّبهولها و نجيبلها للفرش و نوكّلهولها...
خلّي عاد كيف نهزْها لدار أختي باش نطلو عليها...
نقعد نجري وراها و نعِس عليها...
باش ما تاكُلش طباشير ولد أختي و يفيقو بيها...
كي النهار دوّشت و حطّيت شويا بارفان كادو هدَاتْهالي...
تي هيا شراتْهالي توا عندها شهر لتالي...
قلت نهزْها نفرْهدها في وسط البلاد...
و نمشيو ناكلو  ڨلاَص كيما قبل عند عمّك جواد...
قتلي ووه إمشي عليّا...
 تحب تقتلني في الثنيّا...
نقعد نتحمل في ريحتك  و ريحة بارفانْتِك هاذيّا...
إلي كل ما نشِمها تغُم عليّا...
إمشي عاود دوّش و ما تحطْ حتى ريحة...
خليني مرتاحة لا نرُدْلِك في الشّارع و تولّي فضيحة...
الحاصل مرّرِتهالي لعشيّا...
وليت خلّيتها في الدار و بدّلت الثنيا...
قلت نمشي للقهوة باحذا أصحابي فمّاش ما نتفرهد شويّا...
أنا مازلت كيف قعدت باحذاهم، تاليفوني نوقِز طلعت هيّا تطلب فيّا...
يا مرا لاباس؟ خليني نقعد شويا مع الناس ...قتلي إيجا توا طُل عليا...راهي أمك جات و تعارك فيا...
و قتلي شبيك تتوحم عليا...
وليت نحّيت الشّيشة من حِجْري ...
و إستاذِنت من صحابي و  للدّار روَّحت نجري...
يا ويلي نسكِّت مرتي البكَّاية...
و يا ويلي نرضِي  الحاجّة باش ترجع للدار باحذايا...
فاتت على هاك الحكاية جمعة...
روحت نهار مالخدمة نلقى في عينيها الدّمعة...
قلتلها يا مرا شبيك؟؟؟قتلي قعدت نفكر و حسيت روحي ثقلت عليك...
قلت نمشي لدار أمي نعدي باحذاها مديدة و كيف الوحم يوفى نجيك...
ما نكذبش عليكم فرحت و ما فرحتش...
من نهارت إلي عرّست بيها باش تبات لبرّى مالدار في حياتي ما فكرْتش...
لكن راهي تعبتني و خلاّتني نمشي و نحكي وحدي...
و إلي يراني يبهت فيا و يقول ساعة مازال صغير شبيه من توا ولّى يهذي...
حزمت أمري و قلتلها: أغزرلي يا مرا، الدار هاذي دارك...
و إلي جايين صغاري و صغارك...
كان ما نتحملكش أنا شكون باش يتحملّك...
و كان ما ندلّلكش أنا آش شكون باش يدلّلك...
تبسْمتلي من تحت دمعاتها...
و باستني و قتلتني بغزْراتها...
و قالتلي حاضر يا رويجلي الغالي...
هاني باش نقعد في داري...
و نحاول باش نقص من دلالي...
ضحكنا و عدّينا عشويا باهية...
و في اللّيل كي جينا باش نرقدو قالتلي طلّع عزيزي شنوا شاهية...
حطيت يدي على قلبي ...
و قلت أستر يا ربي...
موش قلنا يا مريتي نقْصو مالشّهاوي...
لا نهبل و نولي عقاب عمري نداوي...
قالتلي نحب على الفرَازْ راني شاهيتو...
يا بنتي منين باش نجيبو في ها الليل و الدنيا صيف ديجا توا مش وقتو...
بدات العوّادة متاع مرتي تضرب...
و أنا شادد وجهي في هاك اللّيل و نندب...
و رجعت حليمة لعادتها القديمة...
تتمنى و تتشهى كيما كانت ديما...
و أنا خوكم لازمني نتحمل...
خاطر عملة و عملتها بيدي ،و لازمني كيما بديت نكمل...
باقي آش ملزني ...
و شكون لها القرار دزني...
وحدي جبتها لروحي قال شنوا باش تكبر في قلبها معزتي...
و إلا راني خليتها تمشي لدار أمها...
هي وحدها تنجم تتحملها كيما تحملتها هي قبل أمها...
آما آش نقول: الكلمة كيف الرّوح ...
كان خرجت ماعادش ترجع لو تقعد حياتك الكل تنوح...
أسماء الصّخري الغرسي

يا ليت صُغْري يرْجَع نهارْ... و نحْكِيلو شنُوَّا مِنْ بعْدو فيَّا صَارْ




...

ساعات كيف نقوم الصّباح...
ننْسى إلّي أنا خرجت مالعُش و ولّى عندي جناح...
ننْسى إلّي جسمي كبِر...
ننْسى إلّي تعدّى من عمري الله أعلم بالِك الشّطر...
ننْسى مسؤوليّة الكبار...
و ما نتفكِّر كان دلال الصّغار...
 ننسى الحياة  و مرارِتها...
و نتفكّرها كيما في صغري بحلاوِتها...
ننْسى إنّي لازم نكافح في الدّنيا و نجري ما نلْحق...
ما نتفكِّر كان روحي و أنا نجري قبل مع أنْدادي من مفْرق لمفْرق...
ننْسى التّعب، ننْسى الهموم...
نتفكّر دلالي على أمّي كيف كانت تقيّمْني من النُوم...
ننْسى عياطْ عرْفي في الخدمة...
و نتفكِّر كيفاش كنت نروِّح نجري مالمكْتب جيعانا و نطلب أمّي قبل الفطور في  ڨِدْمة...
ننْسى حيرْتي توّا في اللّبسة كيف نجي خارْجة...
ما نتفكِّر كان روبْتي المزْيانة و ڨرابطي و قُصْتي قدّاش كانِت عليا خارْجة...
ننْسى تعَب تحْضير حلُو العيد ...
و ما نتفكِّر كان هبْطِتنا للماناجْ أنا و أولاد عمّي و أنا فرحانة بدبْشي الجديد...
ننْسى تعب الحبَالة و الولادة...
و نضْحك على صغري كيف كنت نجري و نخاف كيف نشوف الجْرادَة...
ننْسى صُعب الدّنيا و قسْوتها كيف نشوف يتيم وحْدو في الشّارع مادد يدّو يُطْلب...
 ما نتفكِّر كان في صغْري كيفاش كنْت نلْعب مع صحابي الكُل كِلِّي يقْرى كِلِّي ما يعرفش إسمو يِكْتب...
ننْسى ساعات ها الدّنيا بإلّي فيها...
ننْسى حياتي إلّي توّا عايْشة فيها...
نتفكِّر و نْحِنْ لصغْري كيما أي واحد يكْبر و يُوصِل لعمْري...
نتمنّى نرجع بنيّة صغيرة...
عمرها ماشافت في أيّاماتها الحِيرة...
نتمنّى ترجَع طِيبْة النّاس كيما كانِت قبَل...
 نتمنّى نرجع دلّولة أمّي بضفْراتي الطوّال كيف الحبَل...
نتمنّى نجْري كيف نسمع إلّي في الحومة فمّا محْفَل...
كيما قبَل باشْ ما يفوتنِيش الجوْ و هكّاكة على كل شيْء نحْضِر...
نتمنّى نُغْزِر لليوميّة نلْقَاها رجْعِت بالتّوالي...
ونتفَقِّد منڨالتي نلْقى عقارِبها ماشْية لتالي...
 باش نعاود نقوم كيما قمت اليُوم...
و نلقى روحي صغيرة في اليقْضة  كيما كنْت نرى رُوحِي في النُّوم...
 نتمنّى و نتمنّى و نتمنّى... لكِن الوقْت قاعِد يجْري بيّا و عُمْرُو ما يستنَّى...
و عمُرْها ما منڨالة الدّنيا ترْجَع خَطْوة لتَالي...
و عمْرُو ما نهَار باشْ يتحقَّقْ إلّي في بالي...
 الصُّغْر سايِي فاتْ...
توَّا نسْعى باش نكمِّل الحيَاة...
بنفْس فرْحة الصّغَيْرات...
 بأمَل حكايات الأمِيرات...
بحلاَوة الغُنّايات...
 بنظافِة الدَّمْعات...
...بسِرْ البسْمات
... بتفاؤُل قُدّام العَقْبات
... و أكِيد بمحبَّة كبيرة لكُبْرِي و للحيَاةْ
...أسماء الصّخري الغرسي

تصويرة و عروسة



...

خرجت ندور وسط البلاد...
عندي مدّة و أنا نحب نشِم شويا هواء و نشوف لعباد...
تعِبت مالخدمة كل نهار...
و أنا ملّي نروح نرقد في الدار...
قلت نهار اليوم باش يتعدى أحسن نهار...
إن شاء الله بقدرة ربي السّتار...
و أنا نحوِّس دخلت لكارفور...
قلت نشري للعزوزة شوايا قضية وبيتيفور...
أنا هكاكة و نشوف في ولد صغير عمرو بين الأربعة و الخمسة سنين...
يحكي مع بيّاع اللّعب و عينيه مدَمعين...
قرّبت و قتلو لاباس يا تحفون، شبيك تبكي و باين فيك حزين...
قالي نحب نشري ها العروسة إلي عجبت أختي...
باش نبعثهالها مع ماما كيف لعندها تمشي...
ما فهمتش الولد آش قال...
قرَّبلي و قالي كيف شافني محْتار...
"بابا قالي إلي أمّي باش تمْشي على قريب عند ربّي و أنا نحبها تهِز معاها لأختي ها البارْبي
"قلبي وقِف مالكلام إلي سمعتو...
زاد قالي الولد و كلامو لول مازلت ما إستوعبتو...
" أنا قلت لبابا ما تخليش أمي تمشي توا لربّي...
حتى نروّح للدار و نعطيها تهِزْ معاها تصويرتي و ها البَارْبي...
توصّلهم لأختي إلّي نحِبها باش ما تنسانيش...
لكن يا عمي الفلوس إلي عندي قالي البيّاع ما تكْفينيش...
"خرّجت سطوشي من جيبي و قتلو هات نعاودو نحسبوهم...
عدّيناهم و من غير ما فاق بيّا زِدْت عليهم...
فرح المسكين...
 و نڨز بساقيه لثْنين...
و قالّي عيْشك يا عمّي إنت تعرف تحسب...
موش كي عمي البيّاع كان عليّا يكذب...
تبسّمت لبراءة ها المسكين...
إلي موش عارف إنو باش يفقد أكثر إنسان عليه حنين...
حمّلتو من غير ما نشعر و عطيتو  من خدّو بوسة...
و قتلو إزْرب يا مزيان هِزْ لماما تصْويرتِك و العروسة...
كمّلت قضيت لكن موش كيما حبّيت...
كلاني التُخْمام...
 و حزنت على الولد إلي قلبو أبيض كيف طير لحمام...
و أنا نمشي شريت جريدة...
قلت نبدّل بيها الجو و نشوف فيها حكايات جديدة...
نلقى خبر فاجئني صار توّا عندو نهارين...
يحكي على كامْيُون يجري دخل في كرهبة فيها شخصين...
ماتت فيها البنيّة الصغيرة...
و الأمْ مازالت بين الحياة و الموت و الطبّة الكل في حيرة...
قمت في الصّباح...
و أنا عقلي سارح...
في حكاية الولد إلي قابلتو البارح...
مشيت للخدمة نلقى صاحبي متقلِّق...
سألتو شبِيك، قالّي يا صاحبي راسي نحِسْ فيه باش يتفلَّق...
راني عملت عملة كبيرة...
و من وقتها و أنا في حيرة...
قعد يحكيلي في النّسخة الثانية للقصّة...
إلّي دوب ما سمعتها حسّيت بشلل لْثَانية وبغصّة...
قتلو توّا تمشي معايا للمركز تسلِّم روحك...
الحكاية هذه أنا نعرفها و حسّيت بوجيعتها قبل ما تحكيلي إنت على جروحك...
يتّمت ولد صغير و حرمتو من أختو...
و رمّلت راجل و حرمتو من بنتو...
فيق على روحك لتوّا ساكت...
قوم إستغفر لذنبك إلّي فاتك...
و إمشي معايا للقاضي خوذ جازاتك...
للّحظة نسيت إلّي هو صاحبي و يخْدم معايا...
للّحظة جاء هاك الولد المسكين ما بين عينيّا...
مشى معايا من غير حتى رفْض...
و غاديكا إستعْرِف و ألقاوْ عليه القبْض...
و بعد بمدّة سمعت بإلّي الأمْ توفّات...
حزِنت بارشا على الولد إلي أمّو مازالت كيف فارقت الحياة...
حضرْت في دفينتها...
و شفت التّصويرة و العروسة محطوطين فوق جنازتها...
بكيت كايِنّي نعرفها و عزيزة عليّا...
و أنا عمري ما شفْتها و لا عزّت عليّا...
أنا سخَّفني هاك المسكين إلي تيَتِّم قبل مايكبر و يولّي شباب...
و بكيت على صاحبي إلّي كان سبب في ها العذاب...
هذه قصّة واقعية...
إخْترت باش نحكيهالكم على طريقتي هاذيّة...
و إن شاء إلي عندو كرْهبة و يسُوق...
يتفكِّر إلِّي ينَجِّم في لحظة طيْش  يعرِّض حياتو و حياة غيرو للمُوت...
أسماء الصّخري الغرسي

قطرة ماء على شبّاكي


...

نهار اليوم نهار شتاء...
كيِّنو القطب الشّمالي تعدّى من هنا...
حتى كنت خارج بطّلت...
شدّيت الكِنْ في الدّفاء و تبَطَّنت...
قلت نقرى قصّة وإلاّ حاجة على صوت فيروز...
فمّاش ما النّهار و الڨينيا يتعادّاوْ الزّوز...
 و أنا هكّاكة على البيرو...
نترشِّف في قهوة و نخرْبِش بالسْتِيلو...
 بْديت نسمع في دقّات صغيرة على شبّاكي...
هزّيت راسي و سرحت مع السّحاب الباكي...
دموعو هي إلّي كانت تدُق عليّا...
حسّيتها حزينة معايا على حياتي هاذيّا...
حياتي الفارغة من كلمة حُب...
الحُب إلّي ما عرفتو كان في الكتب...
شبيني كان أنا ما حسّيتوش...
زعما باش يزيد يتعدّى من عمري و ما نشوفوش...
في تبسيمة مْرَا نقوم عليها كل صباح...
في صوت حنين يدعيلي بالخير و الرْباح...
زعْمة فقْري هاذا باش يخْطاني نهار...
 و إنّجِم نمشي نُخطب و نعرِّس و تتِمْلى عليّا الدّار...
سمعت صوت رهيف جاني من وراء الشّباك...
تفْجعت، تنْفَضت، حسّيت بالإرتباك...
 نلقاها قطرة ماء تكلّم فيّا...
شافتني نحكي وحدي،حسِّت بيّا...
قالتلي: ما تبكيش يا راجل و من حياتك ما تشْكيش...
أسمع الكلام إلي باش نقولْهولِك مليح ...
 و تعلِّم منّي و من أقاربي الكلام الصّحيح...
أنا و المطر...
و النّدى و البحر...
جينا لها الدّنيا من قديم الزّمان...
عشْنا مع الإمبراطور و مع الحافي و العرْيان...
عمُرنا ما ميَّزنا بين غني و فقير...
سقينا جنايِن الغُنيا و عبِّينا للفُقرى البِير...
  ياما عبّاونا في كيسان و دبابِز أنواع و أشكال...
تبَّعْناهم في الشّكل و عمرنا ما بدّلنا أصْلنا في أيْ حال مالأحْوال...
جدّي البحر علّمنا القلب الصّافي...
قد ما يرْمِيوْ فيه يتكدِّر شويَّا و يرْجع طاهِر و صافي...
 أُمْنا المطر علْمِتنا الحِكمة...
مهما تُسخن الدّنيا تصبر لين تطلع للسّماء و تجيبها النّسمة...
 و كيف يجيها الأمر ترْكب على سحاب خفيف...
و تِسْقيلكم زرْعكم في الشّتاء و تبرِّد عليكم حرْ الصّيف... ا
لموجة ملْيانة بصبر أولاد العمْ...
يامَا تسابْقو مرّة بعد مرّة لِين نحْتو في الحجر الصّمْ...
الرقّة و الحنيّة عند أخوتي قطرات النّدى...
عمرهم ما في صباح غابو و لا للورد قالو لا...
فرحتهم كبيرة كيف يدَحْنسو على ورقات خضراء يانْعة...
و شيخِتْهم كيف يجْريوْ مع نسمة صباح جاية مع نور شمس ساطْعة...
التّواضع من شِيَمْنا... و عمُرنا ما بدّلنا من قِيَمْنا...
 نهبطو من أعلى السّماء من فوق السّحاب...
و نِتْخَبَّاوْ في عُمق الأرض بين التّراب...
 قدْ ما ماتو منّا أجيال و أجيالْ...
 عمُرنا ما يْأَسْنا نهار و بطّلنا نجِيبو صغارْ...
من تحت الأرض من فوق السّماء...
 رضينا باش نموتو أحْنا و تنْعمو إنْتوما بالحيا...
ما حسّيتش بالسّاعات كيفاش فاتِت...
ما فِقْت كان كيف قَصْ عليّا الصّوت و قطرات الماء تبخْرِت بالشّمس و ماتِت...
تصَدقوني كيف نقولْكم دموعي هبْطِت عليهم...
 كيِّنْهم أصحابي مشَاوْ عليّا و إلاّ أولادي ضاعو من بعد سنين نربّي فيهم...
لتوّا لا نعرف أنا في يقْظة و إلاّ في النّوم...
مخّي ماهوش مسْتوعِب إلّي صار عليّا اليوم...
كلام كبير تعلّمتو في سوايع...
خلاني نرجَّع أحلامي و أمَلي الضّايع...
بديت بيه نهار جديد...
نهار بكلّو فرحة نهار كيِّنو عيد...
نهار لأوّل مرّة في حياتي نحِس إلّي خذِيت من إسمي فيه نْصِيب...
نهار حسّيت فيه إلّي إسم "سَعِيدْ" يعْنيلي حاجة جديدة عكْس إلّي كان يعْنيهَالي من وقْت قريب...
صدَق الله العظيم كيف قال: "وَ جَعَلْنَا مِنَ اُلْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّْ"...
و أنا قطْرة ماء بدْلِتْلي حياتي و عاوْدِت رجْعِتني للدّنيا حَيْ...
أسماء الصّخري الغرسي

الحبّ الممنوع


...

ليوم حكايْتي باش نحْكيها على لسَان صاحِبْتي...
حكاتْلي مُشْكلتها و من كلامْها و دموعْها وجْعِتني...
وِصْلِت لعمُر متاع عرْس و ماخْذة...
 و كلْ مرّة يجِيها حدْ يُخطبها يلْقى عنْدهم مشاكل  في دارهم و دِنْيِتهُم مِتَّاخْذَة...
يمشي و يبَطّل و يقول ما نَجَّمْش...
ناخُذ مرا و في عيلِتْها ما نخَمَمْش...
ياخِي بالله قولولي شنوّا ذنْبها هي في المشاكل إلّي بِين أمها و بوها...
يا دِيني !! ياخي إلّي باش يعرِّس بيها باش يعيش  معاها و إلاّ مع عايْلتها و خوها...
الحاصِل كلْ مرّة تصيرِلها حكاية...
حتّى لين جاء إلّي قالت عليه هذا أحسن حكاية...
هاذا إلي باش يفهمني...
 هاذا إلي باش يِتْقاسم معايا فرحتي و حزني...
هاذا إلّي باش نلقى فيه إلّي حرمني منّو بابا...
هاذا إلي قلبو الكبير نحِس فيه روحي في جنِينة موش في غابَة...
 هاذا إلّي باش يفَهّمني الدّنيا...
هاذا إلّي باش يِتِّلْهى بيّا نهار كيف نُمْرض و تطلعلي الحَمْيا...
هاذا إلّي باش يمْسَحْلي من عينيّا الدّمعة...
 هاذا إلي باش يزْرع فيّا من جديد الفرحة...
 هاذا إلّي نِتْصَوِّر روحي مرْتو و شادِّتو من يِدُّو...
هاذا إلّي باش نفْرح بارشا كيف ربّي يُرْزُقني منّو بوِلْدو...
هاذا إلّي باش نكَافَح و نصْبر معاه...
كان عكست بينا الدّنيا  نهار و ما مشَاتِش لا معايا لا معاه...
هاذا إلي حنِّيْتُو فاضِت من عينيه...
 هاذا إلّي قريب نُغْرق في قلبو من محبْتي الكبيرة ليه...
هاذا إلّي باش يخرَّجْني من بركة الماء الرّاكدة...
 و يهِزْني لعين ماء طعمها أحلى من كعبة سكّر في الفُم ذايبة...
 هاذا إلّي باش نعيش معاه دِنْيتي طول و عرض...
حتّى لين نكبرو و نشِيبو جميع و كيف نموتو نعاوْدو نتْقابْلو نهار العرْض...
هاذا إلّي مهما نشوف منّو نصْبر و نتحمِّل...
و فِيسَعْ ننْسى الخَايِب و كان في الباهي إلّي يجِيني منّو نخَمِّم...
باش نلَخِّص في كلْمة هاذا إلّي نحِبُّو و نحِب نعيش معَاه...
 لكِن كُلْ إلّي تمَنِّيتُو فيه و تمنِّيت نعيشو بَاحْذَاه...
أمّي و بابا كيف العادَة طيْحوه في الماء...
ها المرّة هُوما قالولي لا...
كيفاش تاخُذ راجل كبير عليك ما يجيش حتّى و كان فاحِش في الثّرَاء...
أوه كيفاش تاخُذ راجل مطَلِّق، و كانت عايْشة معاه مْرَا أُخْرى في الدّار...
أوه كيفاش تاخُذ راجل حتّى مِالصّغار عندو زوز صغار...
 أوه كيفاش و كيفاش و كيفاش...
  بالله هاذا الكلْ علاش؟...
ياخي هاذم أسْباب تخلّيني نسَلِّم في الرّاجل إلّي حبّيت...
 الرّاجل إلّي معاه ياما تمنّيت و تمنّيت...
الرّاجل إلّي يعْرفني أكْثر ملّي نعْرف روحي...
الرّاجل إلّي حَنْ عليّا من مُعاناتي و داوَالي جروحي...
 الرّاجل إلّي باش يعَيّشْني في قْصَر قلْبو...
الرّاجل إلّي باش يلَبَّسْني تاجْ و يحُطْني ملِكة في قصْرو...
يا أسماء راهو سمَع بكلْ مشاكِلهم و  حكِيتْلو عليهم...
يا أسماء راهو قبِل و تبسِّم كيف قُتْلو و قالّي أنا نحِبِّك إنْت و هوما ربّي يهْديهم...
 ياخي  شويّا عليهم هذا الكلْ...
عاد شبيه عاشْ مع مْرَا أخْرى قبَلْ...
ماهو توّا كل واحد عايِش حياتو...
 و أنا نعْرف إلّي بلاصْتي عندو موش كيما مرْتو لُولَا كانِتْلو في حياتو...
عاد شبيه عندو منها أولاد...
هاكم على راسي و عيني و نهار آخر باش يكونو لوْلادي خوات...
عاد شبيه الدّنيا ما مشاتِش معاه مرّة...
ماهي ياما كانت تخونّي في كل مرّة...
توّا كيف ضحْكتلي قالولي لا و الأبواب في وجهي تسَكْرِتلي...
عاد شبيه أكبر منّي ببارشا في العمر...
أنا راضِية و هو عندي أحسِن مالزُّغْزُغْ إلّي جاوْ  قبَلْو و أكبِر منْهم في القْدَر...
قولّي شنُوا نعْمل يا أسْماء برَبّي...
رانِي ملّي قُلتِلْهم و رفْضو و أنا عايْشة في كُبّي...
 حايرة بينو و بينهم...
نعْرف إلّي يعملو فيه حرام في ديني و دينهم...
 لكن شنوا نعمل رضاهم عندي بالدّنيا...
 هاني كل ما نِتْقلِّق نكلْمو يصبَّرْني و ينَحِّيلي الڨينْيا...
 و  يقولي ما يدوم حالْ على حالْ...
ربّي سبحانو يبدِّل الأحوال...
و أنا ما نقولِلها كان زيد أصبر يا صاحِبْتي و إدْعي لربّي لا حالْ يدوم ...
كيما مشاتْ الضّحكة لازم باش تمشي عليك الهموم...
و إنتوما يا جماعة كان عندكم رايْ صالَح هاتو قولوه...
و كان عْتَب و لُومْ كِفُّو لساناتْكم و خلِّيوه ...
 أسماء الصّخري الغرسي

هاذا مكتوب أختي و زعما أنا كيفاش؟؟



...

ربّي سبحانو قال: "تَزَوَّجُوا فُقَرَاءْ يُغْنِكُمْ اُللهْ"...
 آما أمّي بالرّغم إلّي هي مرا مؤمنة، لكنّها في ها الحاجة ما سمْعتش كلام الله...
أنا نحب أختي بارشا و حاسّة عليها...
صحيح هي أكبر مني ببارشا لكنّي فاهمة إلي بيها...
هي تحب تولّي كيف أندادها براجل و صغار...
و أمي الله يسامحها ما نجَّمها حدْ و ما تهنّات ألاّ ما قعدِتلنا أختي في الدّار...
أمي مثقفة و متعلمة ...
و في كل موضوع تلقاها قوية و ملسنة و متكلمة...
و بابا راجل ناس ملاح من خدمتو للدّار...
و ياما في موضوع أختي تكلّم أما مع أمي كلامو ما عمل حتّى آفار...
أختي مسكينة على زينها و سرّها...
كبرت في العمر من غير ما عمّْرِت دارها...
و لا أمّي حنِّت عليها...
 و لا نهار حسِّت بيها...
 خطبوها تقريب عشرة و إلا هوما عشرين...
و أمّي حكمت بأحكامها فيهم وكل واحد طلّعتلو مالعيوب ستّين...
واحد تشرط عليه يشريلْها فيلا في المنار...
 و لاخر تقولو بنتي بنت ناس أكابر و لازمِك بالبْلِنْس و العاج تأثِّثلْها الدّار ...
واحد حكمت عليه يكون عندو مبلغ لاباس بيه في البانْكة...
 و واحد قالتلو أمِّك صعيبة و أنا بنتي عاقلة و في خنّار داركم ما نحبْهاش مشاركة...
 مرّة و هي في الخمسة و العشرين...
جاها راجل تحفون و ولّيت معاه صحاب في نهارين...
من طيبتو و طبيعتو الباهية...
أنا قلت أمي ها المرة باش توافق و زيد أختي عليه راضية...
و أمي كيف العادة طلْعتلو ألف عيب...
و شرطت عليه كان إلّي يفلّس الجيب...
بُطْلت الخطبة و أختي حسِّت عليها أكثر ملّي قبَلها...
بكَات نهار و ليل و كلْمت النّاس الكل باش يعاونوها و لا نهار تقطعْ أمَلْها...
لكن أمي الله يهديها...
ما كبِر في عينها حدْ و لا واحد أثّر عليها...
 قالت: "أنا نعرف مصلحة بنتي أكثر منكم الكلْ...
حتى واحد ما يدّخل بيني وبين بناتي بالكلْ بالكلْ..."
تعدّى زمان طويل على آخر خطبة...
و حتّى من أختي مسكينة نْسَاتها الأيّام وما نسَّاتهاش الخدمة...
 هاوكي في كل عرس تحضر فيه و تفرح...
 و كيف تروح للدار تشِد بيتها و ما نسمعو كان بكاها إلّي يجْرح...
أختي توا فاتت الثّلاثين...
و الخطّاب ماعادش يجيوها كيما كانت في العشرين...
أمّي بدات تحس بذنبها لكن من غير ما تسْتعرف...
هاوكي كل ما تجي ماشْية لعرس تزيِّن أختي و تهِزها معاها و تقول بالكشي يخطبوها شكون يعرف...
شيء الدّنيا عكست بأختي توّا...
و ملّي كانو الخُطّاب يجْريو وراها قبل ولاّت تجري هي و أمّي وراهم توّا...
نهار في رمضان قال بابا باش يجيونا للدّار ضيوف...
فرحنا كيِّنو باش يزُورنا الفرَج بعد الخوف...
أختي في الحجّامة مالصّباح...
 وأنا و أمي نصنّفو ملّي طلْعت الشّمس و قالت يا فتّاح...
 جاو الجْماعة و تعشِّينا...
 تعرَّفنا مليح و حكِينا...
الرّاجل إلّي خطب أختي ها المرّة عمرو فايت عمرها بنصّو...
ماتت مرتو توّا عندها مدّة و خلاّتلو بنيّة يربّي فيها وحْدو...
هو معرفة جارنا عبد الحقْ...
سألو عليه بابا قالو راجل طيّب و ما يحِب كان الحقْ...
أعطيه الطّفلة يا حسَن و ما تنْدمش...
صحيح ظروفو موش كيما تحِب أي طفلة أما راهو الراّجل ما يتعيِّبش...
فهِم حسَن و إلّي هو بابا إلّي ها المرّة موش كيما كلْ مرة...
 ها المرّة كان ما يوافْقوش يا عالِم مازالت تسْلم الجرّة...
العمر يجري و المْرَا موش كيف الرّاجل...
 أمّي ملّي سمعت بحكايتو قريب تْدُوخ و ما صبّرها كان إلّي يمكن يكون لأختي آخر أمل في راجل ...
أختي صحيح تقلّْقت شوَيا لْوين رصّاتلها...
لكنّها فيسع حمْدت ربّي، و قالت ها المرّة موش كيما إلّي قبلْها...
أمّي ماعادش تحْكم فيّا...
 يزّيها ما عملت فيّا...
و في جرّة شروطها شنوّا صار فيّا...
لكُلْنا تحَزَّمْنا لأمّي في الحقيقة...
و إقْناعْها ها المرة  ما خذاْش في إدينا دقيقة...
هي بيدها مسَلْمَة و ما عادش كيما قبل...
تعْبت من بكاء أختي و مالذّنب إلّي عملتو فيها قبل...
و أخيرا فرحْنالها...
و عرّسِت و بالخير و الهناء دعينالها...
 هاذاكا مكتوب أختي...
و إن شاء الله سعْدها خير منها...
و أنا نحضّر في روحي لمكْتوبي...
 و إن شاء الله أمّي ما تعْمِلّيش كيما عمْلِتِلْها...
أسماء الصّخري الغرسي

أنا نقلّك يا سيدي و إنت أعرِف قدْرك



...

أنا مرا ديڨورديَّة ...
باش ما نقولش تاعْبة بارشا في حياتي هاذيّا...
 أنا تونسيّة بنت تونسيّة...
أمّي و مامّاتي علْموني نكافَح...
و نَحِّي لقْمتي من فم الكلب النّابح...
 تعلّمت منهم التّوكل على ربّي في الصّباح بكْري...
 تعلّمت إلّي الخبزة ما تجيش كان ما الواحد عليها يجْري...
عرّست و جبت الصّغار...
و الرّاجل مرض و قعد في الدّار...
ماعادش عندو في حيلو جهْد للخدمة...
و تلزّيت نبطِّل البْنيَّة مالقراية باش تعاوِنّي في جيبان الڨدْمة...
أنا نطيّب الخبْز الطَابونة...
و هي مسْكينة تهِز تبيعو حتى و كان الدّنيا سخونة...
الولد الصّغير مازال رضيع...
كان جاء يُوعى راني عطيتو الخبْز و خرَّجتو مع أختو يبيع...
ما نقْدرش على دواء الرّاجلْ الغالي...
ما نلْحَقش باش نخلِّص كراء داري...
حرْت و حار دليلي...
 الخدْمة تقَطْعت يا حْليلي...
جريت من دار لدار فمّاش ما يخدْموني...
 كلّمت ناس الخير فمّاش ما يعاوْنوني...
يأسْت ما لقيتِش حتى حلْ...
و نهار سطُوسِطْلي جاري في خديمة قلت هاوْ باب العرش تحَلْ...
فرحْت و توكّلت على ربّي...
مشيت لدار العرْف الجديد نحُث في درْبي...
شمّرت على ذراعي و خدِمت...
نفَضْت و هزِّيت...
مسَحْت و حطِّيت...
الدّار من ذْخَامِتْها...
شرَهْت على نظافِتْها...
تعْبي و جهْدي حطّيتو فيها...
بقلْبي و ربّي نخْدم فيها...
 كلّو باش نحصِّل هاك الفرنْك...
و نرتِّح وليداتي من العيشة الضَّنْك...
النّهار لول تعدّى سلامات...
قبضْت الفليسات و تعدّيت شريت قضَيّات و كمّلت إلّي ناقِص من الدّوايات...
الحمد لله على كل حالْ...
حاسّة إلّي بها الخديمة باش تتحسِّن الأحوال...
 الرّاجل مولى الدّار ...
بدى يتبدِّل نهار بعد نهار...
مرّة يجْبِد كرْسي و باحْذايا يقْعد...
 و مرّة يحْسب روحو يمِد في حاجَة و يُقربْلي و يلْصِق...
و أنا نكذِّب و نَسِّي ...
و نقول بالِكْشي على نيْتو خا نشوف ها الحالة لْوين باش ترصِّي...
 هو عايش وحدو في الدّار...
 و حتّى مالصّغار ما عندوش صغار...
و كل نهار قاعد يزيد...
و غزْراتي و ڨحْراتي ليه ما حبِّتْش  تفِيد...
لينْ نهار تمادى في الخُنَّار...
يزِّي عاد فُكْ عليّا ماعادش نزيد عندو حتّى نهار...
نموت بالشّر و ما يلْصِقِنيش العار...
 نموت بالشّر و ماعادش نرجَعلو للدّار...
بعد الفضيحة إلي عملْتهالو...
بعد الطّريحة إلّي بشْلاكْتي وكّلْتهَالو...
ياخي خاطر ربّي عاطيني شويّا زين ...
و شويّا لسان حلُو و حموريَّة في الخدّين...
طمع فيّا و نسَى علاش تلزِّيت نخْدم عندو...
 ما فكَّرش في عيلتي و أولادي راني نجي قد بنْتو...
يسْتخايِلْني كان ما ناكِلش من عندو نموت...
ما يعرفْش إلّي بيعَان شرْفي عندي هو الموت...
ياخي خاطِر ريتْني نِتبسّمْلك كيف نقلِّك صباح الخير...
هاذيكا طبيعة فيّا مع النّاس الكل من قبل حتّى ما نجيب أوّل صغير...
و إلاّ خاطر نادِيلِك سي فلان ...
 هاذاكا خاطِر مقدّْرة شيبْتِك و عامْلة فيك الإحْسان...
 ماهو أنا نقولّك يا سيدي ، وإنت أعْرف قدْرك...
 و إلاّ تحِب كان عالفضايح و تقعد منْعوت بالصّبع طول عمْرك...
صحيح الفلوس كيف تجي تعيّشنا في الخير...
آما كان باش تجيني بالذُل و الغْبينَة بلاش بيها خير...
أسماء الصّخري الغرسي

الحوت خير مالدّود


...

أنا راجل فقير على قدِّي...
 عمري ما تصوَّرت نهار الدّنيا تجي ضدِّي
 تحرمني من عوِيناتي إلي كنت نرى بيهم في  نور ها الزّمان المتعدِّي...
 كدحْت و تعبْت، قاسيت الهمّ و عدِّيت...
 باش جِبتلهم اللّقمة و على خاطرهم حتى من الحبس شدّيت...
عمري ماقلت أحِّيية....
كبَّرتهم و ربِّيت...
 علَّمتهم و وصِّيت...
 ردُّو بالكم يا أولادي يجي نهار و تنساوْ ما حكيت...
"حسن و حسين" عاقلين، باهين و متربِّين...
 راسهم مالقاع ما يهزُّوشي ...
و ملّي دخلو يقراوْ في حتَّى عام ما دوبلوشي...
 وصلو للتخرّج و يا ريتهم ما وصلو...
 يا ريتهم مازالو صغار يقراو في المكتب و يروّْحولي للدّار
يجريوْ و يقولولي أعطينا يا بابا مصروف باش نشريو من عند العطار...
نهار الخميس جابولي الشّهادة...
 و قالولي أفرح يا بابا هاو كيما العادة ...
نجحنا و جبنا الصِّيد بوڨلادة...
فرحت و ما فرحتش بيها...
كيِّني شمِّيت ريحة الموت إلي فيها
...أولادي مازالو صغار فرحانين،
بالمستقبل الزّاهي مازالو متفايْلِين،
مشاوْ كيف ما عملو أنْدادهم لبيرو الشُّغل...
 فمّاش ما يدبّرو خدِيمة و يعاونوني على همْ الكُبر...
قالولهم مبروك هاوْ في بالنا ...
 كيف نلقاوُولكم خدمة توصِلكم أخبارنا...
أولادي دارُو الدِّنيا كلْها يلوّجو في خدمة ...
و كل إلي يلقاوُوه يجْعلو يوكَّلهم الڨدمة...
تعدَّاوْ أربعة سنين أخرين...
 و أولادي كبرو ماعادش صغيّرين...
ولاَّو يطلبو منِّي في البارشا ...
و آنا راجل زوَّالي وماعنديش ورشة...
لا وِصْلتهم أخبار و لا جاوبوهم نهار...
نسَاوْهم كيما نساوْ غيرهم...
قلْقو، فدُّو، طِيقْرو، تهدُّو من دمَّار البطالة...
 سمعو بإلِّي فمَّا ثنيَّة في البحر بعبَّارة،
من حينهم عِبْدوني و العبادة لربّي" يا بابا هذه فرصتنا...
 خلِّينا ناخْذو من ها الدّنيا حصِّتنا،
تسلْفلنا و أعطينا نخلْصُو "لسعد بو دبُّوزة" ...
غدوة يصبَّحنا في لمبادوزة...
 و نوعدوك كيف نحطُّو في الأوروب سقِّينا ...
و نخدمو و نولِّيوْ لا باس بينا...
 نفرّحُوك و نحجْجُوك إنت و الحنِينة...
آآآآآآآآه يا ربّي هاذا إلي كنت خايف منُّو...
 جاء النّهار و ما نجَّمتش نهرب منُو...
تكلَّمت، عيَّطت...
 سبِّيت، قرَّقْت...
حتى جواب ما سمعت كان كلمة لتوا صْداها في وذني: " خلِّيوْنا نمشيو يا بابا و أمي ، المستقبل هنا مسدود ما تخافُوش علينا وإدعيُولنا، و الحوت خير مالدُّود"
توَّا ليَّا عشرة سنين...
 و كل نهار تهزْني السقِّين ...
لبحر غدَّار و موش حنين...
كلاَلي أولادي لثْنين ...
نقرى عليهم الفاتحة و ما تيسَّر من كلام رب العالمين...
ياما ستنِّيت و بكِيت لين عيني بياضِت...
 و العِبْرة إلي في قلبي فاضِت...
 الثَّورة قامت و  راضِت...
 و حقْ أولادي لتوَّا ما رِيت...
ندعي في كل خطوة نخطيها " الله لا تربَّح الزِّينْ" ...
في جرْتو تِرْزيت في أولادي لثْنين...
 و قعَدت أنا و أمْهُم محرومين...
.... من أولادنا الغالين " حسَن و حسِين"
أسماء الصّخري الغرسي

ألبوم تصاوريّا



...

نحبو و يعِز عليّا كيف نشوفو نتفكر صغري...
 نتفكر فيه كيفاش بديت نكبر في عمري...
 نتفكر بيه أصحابي ...
و أحبابي و أهلي و أنسابي...
 نشوف فيه في ضحكتي كي كنت بلاش سنِّين...
 و تهبط فيه دمعتي كي نشوف روحي في حضُن جدّي لحنين...
 نضحك كي نشوف عينيّا مغمضِين ...
و الفلاش القوي ضارب في حديد السِّنِّين...
نتفرج في عيد ميلادي من أول عام لتوْ...
و نشوف فيه روحي كيف كنت  مريضة و جارتنا تقلي ما عندك سوْ...
حتى كيف كنت في كرش أمي موجودة...
حاضرة في عرس بنت جارتنا جودة...
متصدرة في بلاصة دافية و حنينة نسمع منها في كل كلمة تتقال في الجنِينة...
نشوف فيه روحي  كيف تُولدت...
 وووه قدّاش كنت  في حْضُن بابا خفيفة و في فرش أمي الكبير ضْريفة...
نشوف فيه في خالاتي و عمَّاتي فرحانين و يبوسو فيّا ...
و نشوف فيه ممَّاتي تصلِّي على النِبي و تشاور عليّا...
نشوف فيه في لمّة العيد...
 كيف يجِيوْ دار خالي من بعيد...
نشوف فيه في طهور ولد عمي و خويا ...
و كيفاش كنت نبكي في حضن بويا...
 نشوف فيه في أول نهار ليّا في المكتب...
 و كيفاش كنت لابسة طَبْليتي كيف الولد المهذَّب...
نشوف فيه كيفاش خويا الصّغير يجري و يطيح ...
و نشوف في حوسة الباك و أمي كيفاش تصيح...
 تحبّني نغطِّي شعري المبلول عالريح...
نشوف فيه في الخيمة المنصوبة...
 في البحر إلي مقابل دار خالتي محبوبة...
نشوف فيه في لمّة صيفيَّة ...
مع بنات الحومة قدام دارخالتي صفيَّة...
 نقشّْرو فيها في القلوب و ناكلو في طرف لبان ليبيَّة...
نشوف فيه في علُّوشي إلِّي بكلُّو  ڨرابِط...
 و بابا أهوكا من غادي هابِط...
نشوف فيه في حديقة الحيوانات...
 ونشوف في روحي و أنا متصورة قدام قفص قرد يوري في السْنِينَاتْ...
 و مرَا أهَيْكا ضاهْرة معانا كيِنّها من عهد الستينات...
نشوف فيه في روحي و أنا نكتب في كراسة الذكريات ...
و نشوف في مُروضتي و هي لامِّتنا و تحكيلنا في الحكايات...
نشوف فيه في رحلات الكشافة ...
و نشوف في الأكلات التي تحضرهملنا أمِّي الصنّافة...
نشوف في خويا كيف كان صغير و وجهو معبّي بحب الشْباب ...
و نشوف فيه كيف كبر و متصور مع مرتو و بنتو و قداش ولَّى شباب...
نشوف في البلاَبِز إلي تصوّرِت على جبيره ساقي...
كيف طحت و تِكْسرت في شهر كتبان زْدَاقي...
نشوف في صوِيبعاتي المزيانين...
 و هوما يلبسو في الخاتم البنين...
نشوف في لسانات تزغرط فرحانة...
 كيف شافوني لابسة الرُّوبة البِيضة و نتحرّك بفْيَانة...
نشوف فيه في فرحتي في شهر العسَلْ...
 و نشوف في روحي كيف كرشي كِبرت و وليت نتحرّك بكل كسَلْ...
نشوف فيه في بيت بنتي قبل ما تجي...
 و نشوف في بوها يبوس فيها من راسها الطري...
نشوف فيه في ولدي الغالي و هو عَلْمُوتور...
 و وحدة أخرى و هو واقف بحذا الصُّور و باحذاه ولد عمو تبارك الله مخشنو كيِّنو الثور...
نحبو و يعز عليَّا...
و كل ما نتوحش و تضيق عليَّا...
نمِدُّو و نتفرِّج فيه شويَّا...
و أكيد راهو عزيز عليكم كيما عزيز عليَّا...
 زعما عرفتوه شنيَّا؟؟؟
مادامني مازلت عايشة في ها الدنيا هاذيَّا...
... كل نهار نعيش حكاية نحطّها في ألبوم تصاوريّا
أسماء الصّخري الغرسي

الحبيب الصّامت



...

ملّي سكنْت هنا، كل ما تغرب الشّمس...
نلبس لبسة جديدة ما لبسْتهاش آمس...
نجبد كرسي و نقعد...
 في بركون داري و كيف نشوفو نسْعد...
هو في الحقيقة عمرو ما كلّمني...
و بلّي ناديتلو عمرو ما جاوبْني...
حبّيت نبعثلو جواب ملفوف في حجرة...
حبّيت إنَّطقو و نجْبدو بالهدْرة...
عجبْني في وقفتو...
عجبني في طولو...
عجبني كل ليلة بحضورو...
عجبني في حبّو الصامت...
عجبني في صبرو الحارق...
 كل ليلة نتزيِّن و نلبس أحلى ما عندي...
كيِّني في عرض أزياء نمشي و نجي في الباركونة و جايبة ما عندي...
 اللّيلة لولة حسّيتو زَادِم...
 إلّي بعدها قلت بالِكْشي حاشِم...
 طوالت المدّة و قلت ظاهرلي فيه ولّى نادِم...
زعما خاطرني جديدة في الحومة ما يكلّمنيش...
زعما خاطر نعيش وحدي كيف نّاديه ما يجاوبْنيش...
تي أنا ما حاشْتيش بحاجات كبيرة...
أنا فقط نحب نعرف عليه حاجات صغيرة...
على الأقل إسمو...
عمرو...
و سمايِل وجهو...
تي نحب نسمع صوتو جِيدْ و إلاّ غليظ...
نحب كيف يكلّمني نشوف محبْتو من عينيه تفيض...
الحقيقة كيف طوِّل و ما كلّمنيش...
قلت بالِك عندو إعاقة و خايف يصارحني باش ما يخْسِرنيش...
بنيت و بنيت أحلام فوقها أحلام...
أحلام يقظة و أحلام في النّوم و أحلام قريب تولّيلي أوهام...
لكن في الأخر قرّرت باش ما عادش نخرج للبركونة...
حتى لو كان الدّنيا صيف و اللّيالي الكل سخونة...
سكَّرتها...
و بالشّمع الأحمر شمَّعتها...
 كرهْتها و كرهتو...
أما ساعات نتوحّشها و نتوحْشو...
نتردِّد باش نخرجلها و نشوفو...
و في آخر لحظة نشِد روحي و نبطِّل...
نقول نمشي نرقد أحسن مالسّهر إلّي في قومان الصباح يخلّيني نتعطّل...
أنا بالرّغم عشْقي لسْكاتو...
 و عينيه إلي نستخايِلهم في الظّلام و غزراتو...
بخيلة و بخْلي كبير...
نبخل باش نهبطلو في الدّروج و نتمنّى كان جاء عندي جوانح و ليه نطير...
 الله غالب سُكْنتي جات في طابق عالي...
طابق كيف نطْلعلو فكرة الهبوط منو ما تجيش لغدْوة في بالي...
 اليوم ما عادش بيها، نحسْ في روحي توحّشتو...
 حتى لو كان عمري ما سمعْت صوتو...
 ربّيت عليه الكبْدة...
حبّيت ظلّو الأكحل في اللّيالي الظّلمة...
 طلّيت مالبركونة، ماعادش إنّجِّم...
 فرحت كيف شفْتو، في نفس البلاصة واقف متحزِّم...
قدّاش تعجبني وهْرتو...
قدّاش يعْجبني ضُعْفو و ستيلو...
موش كيما زملائي في الخدمة الله يحْفضهم...
 يدخلو للخدمة و كروشهم تِتْقدّمهُم...
 اليوم نهار جديد...
من صباحو حاسِّتو نهار بليد...
ملّي شفتهم حالّين شانْتي في بلاصة حبيبي الغامِض...
كيما توقّعت صارو ما جاش حبيبي لا اللّيلة و لا إلّي بعدها و جُمعة كاملة و أنا مع قلبي نتْفاوض...
 نهار الأثنين روّحت تاعبة مالخدمة...
 راسي مالوجيعة ما نجَّمش نهِزو يا دوب كليت في فمّي  ڨدمة...
رتحت شويّا بعد كعبة الإفيرالڨون...
 قلت نمشي نقعد شويّا في الصّالون...
 و هكّاكة بدات البركونة تناديلي...
أنا نغْزرلها و هي تغْمزلي...
وووه عقاب عمري هبِلت...
و ها الرّاجل الصّامت خلاّني في الحيط دخلْت...
و زيد راسي بالوجيعة تآمر معاهم عليّا...
و لا قال نروف بحالها و لا خفّف الضّغط شويّا...
كركرت ساقيا للشّباك حلّيتو...
حتى دبْشي ها المرّة لا بدّلتو...
لا مكْيَجت...
و لا برْفَنت...
خرجت هكّاكة كيما تخْلقت...
 ما عدا جرْد مريول و سروال قطن فيهم دبادِب...
 و شلاكتي الكبيرة إلّي مصور فيها قطّوس هارب...
طلّيت بالسّيف عليّا، ما نعرفش علاش...
العوامل إلي دايرة بيّا، أثّْرت عليّا ما نعرفش كيفاش...
 أوووووووه...
 شنوّا إلّي نرى فيه...
وينو حبيبي...
 وينو إلّي حاسبِتّو نصيبي...
شبيه تبدِّل بعد ما غاب...
 شبيه ولّى قصير و طلعولو الأجناب...
شبيه راسو يشْعل...
و إلاّ أنا ولّيت نسْتخايل و قريب باش نهْبل...
زعما هو و إلا أنا غالطة...
 هاي يا شِسْمك، إنت متاع كل ليلة و إلاّ راجل آخر واقف قدّام بركونة غالطة...
 تي تكلّم جاوِبْني...
 إنت زادة بكّوش و باش تجَنِّني...
شيء لا حيْ لمن تنادي...
شنيّا ها اللّيلة الزّرڨاء توّا نلبس دبشي و نهبطلو غادي...
و الله ما نعْملها...
هابْتِطلو، هابْتِطلو، اللّيلة نفْصلها...
 لو كان ما نرقد حتّى غمْضة...
 لبست دبشي كلّو في لحْظة...
و هبطت في الدّروج نجري رجليّا أعلى من راسي...
وصلت قدّامو و كل ما نقرب نشِد و نكْبس على راسي...
مانيش مصدْقة فاش قاعدة نشوف...
طلّْعو أنتوما شنوّا إلّي قدّامي مركّبْلي الخوف...
 پُوتُو ضوء بنفْس مواصْفات الرّاجل إلّي شفتو من بكْري...
 إيه هو نفسو الپُوتو إلّي تعدّيت باحْذاه اليوم في الصّباح بكْري...
 و إلّي كان قبْلو و إلّي حبّيتو توّا ليّا مدّة طويلة...
هو مجرِّد پُوتو أطْول شويّة و ما عندوش كيف هاذا على الأجْناب كرْبة كبيرة...
 ننْدبهم توّا على هبالي...
 و إلاّ على سعْدي و آمالي...
ياخي كيفاش ما ثبّتِش حتّى نهار...
قد ما نتْعدّى من بحْذاها كلْ ديما في النّهار...
عمري ما ركَّزت في ها الپُوتو المحْنُون...
 عمري ما تصوّرْتو نهار يطْلع هو حبيبي المجْنُون...
 إيه أضْحكو و زيدو أضْحكو عليّا...
ناقِصْني كان أنْتوما و الدّروج إلّي تسْتنّي فيّا باش تكَمْلو عليَّا...
أسماء الصّخري الغرسي

وصيْة مالعالم الآخر


...

نعرفك تحبْني نرجع...
نعرف إلّي حياتك بلا بيّا ولاّت تفجع...
نعرف بلاصتي كبيرة في قلبك...
نعرف إلّي أنا الوحيدة إلّي تحبها تكمّل معاك درْبك...
نعْرف إلّي كان أنا نفهم تعْليقاتك...
نعرف إلّي كان أنا نجِّم نفرْهدلك حياتك...
نعرف إلّي عندك مدّة متوحّشني...
نعرفك فقِدْتني و فقْدت نلاكْشِك و تلاكِشْني...
نعرفك ما تلْقاش مرا في حنيْتي...
نعرفك ما تحب قهوتك كان من تحت إيدي...
نعرفك ما تعجبك كان مقرونتي و طاجيني...
نعرفك ما تحبْني نفْطر و إلاّ نتعشّى ألاّ ما تجيني...
نعرف إلّي ها الدّنيا صعبت عليك وحدك...
نعرفْ إلّي تحبني نشدّك من يدّك و نقعد بجنبك...
نعرف إلّي ضحكاتنا كيف نفرحو ما تتْعوّضش...
نعرف إلي دمْعاتنا بعد ما نتعاركو و نتسامحو صادقة و ما تتْكذَّبش...
نعرفك ما تلْبس كان إلي تختارهولك إيديّا...
 نعرفك ما تموت كان على غزْرات عينيّا...
نعرفك ما ترقد كان على غنّاياتي...
نعرفك تتغشّش كان نهار ما نحكيلكش حكاية من حكاياتي...
 نعرفك تحزن كيف نُغضب ونمشي لدارنا و إلاّ لدار حماتي...
نعرفك تحبْني أنا إلّي نحدّدلك حوايجك في الدّار...
 نعرفك تقلق كيف نطَوْلو القعدة في دار جارنا عبد السّتار...
نعرفك ما تهدى كان على دّنْدينة صوتي...
نعرف إلّي قلبك و عقلك لتوّا لا صدّقو خبر موتي...
لتوّا لا ستانْسو بحياتهم الجديدة إلّي ما يتسْمعش فيها صوتي...
 نعرف إلّي ها التّغيير جديد عليك...
و باش تسْتانس بيه صعيب عليك...
نعرف إلّي بنتك لتوّا لا بُستها و حنّيت عليها...
نعرف إلّي محمِّلها ذنب غيبْتي بولادْتي ليها...
لا يا رويجْلي ما تعاقبْهاش...
 بذنب و حاجة هي ما عملِتْهاش...
 هاذيكا ربّي بعثْهالك باش تعوضِك...
و في كبرك باش تونْسِك...
نعرف إلّي كل ما تشوفها باش تبكي و تتوحّشني...
لا أنا نحبّك كل ما تراها تدعيلي بالرّحمة و بالخير تتفكّرني...
 هاذيكا الأمانة إلّي خلّيتهالك...
صونها و ما تخلّي حدْ في حياتك ينحّيهالك...
لا أمّي لا أمّك...
 لا مرا جديدة و لا صغار أخرين من دمّك...
هاذيكا إلّي ما جبْتهالك ألاّ ما هزّتْني الموت...
 هاذيكا إلّي باش تعيش معاها و أنا إلّي منها بعْدِتني الموت...
نعرَفْها في يدّك إنت آمنة أكثر...
نعرفك باش تحبْها كيفي أنا و إلاّ أكثر...
حُطّها في عينيك...
و كيف تكبر تاوْ تولّي كيفما ما كنت أنا نتفوخِر بيك...
بنْتنا هي الوصيّة الغالية إلّي خلّيتهالك...
هي من دمّي و تعْرف بالفطرة محبْتي  ليها و المحبْة الكبيرة إلّي حبّيتهالك...
تهنّى عليها هاذيكا بنْتي و بنْتك...
 ثمرة محبتي و محبتك...
 مادام في عينيك حاطِتها...
و حتى شيء ماهو ناقِصها...
أنا راضية عليك و عليها...
و من بلاصْتي ديما ندعي ليك و ليها...
سامحوني حزنتكم بها الأرتيكل الحموم...
أما راهي حكاية قريتها و عجبتني و حبيت بطريقتي كالعادة نوصلها
أسماء الصخري الغرسي

سوسة جوْهرتي و جوْهرة تونس الكلْ


...

أنِي و جوهرتي حكايِتْنا طويلة...
محبتها رضعتها في الحليب ملّي كنت صغيرة...
تولِدت نلقى أهلي و مَّاليّا مترعرعين في ترابها...
عشت معاهم و علّموني أسامي حْوِمها و الصّلاة في محْرابها...
عشقْتها و عشْقوها من قبلي بارشا ناس...
عمرها فوق الثّلاثة قرون و مازال بنْيها القديم قايِم يعلّي الرّاس...
 بناوها الفينيقيّين من قبل ما يبْنيو قرطاج...
علاّوها و شيْدوها أميرة تونس قبل ما تلبس علّيسة التّاج ...
آش باش نحكي على جديدها و آش باش نجْبِد من تاريخها...
الكتب ملْيانة بْحديثها ...
السيّاح هابلين على صيتها...
نحكيلكم على شموخ رِباطها...
و إلاّ على نور جوامعها...
 نحكيلكم  على متْحفها...
وإلاّ على بحُوراتها و زخارفها...
هرڨلة و القنطاوي زينتها...
أوِسُّو كل صيف يركب في كاليسو و يخرج مالبحر يحكيلكم على حكايِتها...
الشايْ لله سيدي بوجعفر و سيدي الظّاهر...
 مالقمّة للقمّة حرّاس يعِسّو على ترابها الطّاهر...
 نعشق في الحومة العربي نورها الخافت من ظلمتها...
نعشق حمّامّاتها، نعشق ناسْها إلّي تتْصرِّف على طبيعتها...
نعشق صوت مطَرْقة النّحَّاسْ...
نموت على ريحة الخبز السّخون الطّالعة من عند الخبّاز...
صوت و عياط البيّاعة في سوق الأحد صحيح يفدَّدْني...
 أما كيف ندور في شوارعها و نشوف طيبة سكّانها نحِس كل واحد فيهم يُقْربلي...
 كل واحد عندو مع سوسة أسرار كبيرة موش سرْ...
كل واحد ما يرْضاش يقْسِم محبْتو ليها مع حتّى واحد بالشّْطر...
زيتُونها مليْان بالبرْكة حبّة حبّة...
من صغْري نعرف إلي محبْتي ليها ماهيش لعْبة...
سوسة بدمّي نفديها...
سوسة نموت و نفْنى عليها...
 تعجبْني كارْها الملوْنة كيف تبدى تدور وسط البلاد...
يعجبني بحَر بوجعفر كيف يتعبّى بالعباد...
 صدْقوني الذّكريات مخلْطة عليّا...
ما عرفتش شنوّا نكْتب و شنوّا نخلّي هاني نتبّع في قلمي بالنيّة...
 سارْحة في عالم غير العالم...
نحِس في قلبي على كل لحْظة ما عدّاهاش فيها نادِم...
متوحشِتْها وحْش الصّغير كيف يغِيب على أمّو...
 متمَنِّية نشوفها الواحد بلي يشوف بلدان ما ينجّمش ينسى البلاد إلّي فيها لحمو و دمُّو...
سوسة هي بابا...
سوسة هي أمّي...
سوسة هي إلّي تجْمع أصحابي و أحبابي و كل إلّي دمْهم من دمّي...
سوسة هي حومتي الكبيرة...
إلّي على كُبْرها تولِّي بلمّة السّواحلية كيّنها دار صغيرة...
عايشين فيها بمحبِّتها...
 غاطْسين لريُوسنا في خيرها...
 أحْكيلها علي تحِبْ عمرها ما تغدر بيك ديما سرِّك في بيرْها...
 صُورْها العالي على كُبْر البلاد...
مالإستقلال عمرو ما سكّر بابو قدّام حدْ يقصدو مالعباد...
 توّا أحْنا كلّنا أخوة من تونس كامْلة...
يا حسْرة كيف كان بابها يتسكّر في وجه ْالأعْداء الكُلْ شاملة...
 كان تشوفو محْلى فرْحتنا كيف ترَوِّح ليتْوال بالنّصر لينا...
كان تشُوفو محْلى لمِّتنا في رمْضان كيف يضْرب المدْفع و يِذِّن الأذان و ناكلو أوّل  ڨدْمة لينا...
و كان تشُوفو فرحة العيد في سوسة ليها طعم غير...
بضحْكة الصّغار في المناجْ و فرحتهم بڨرابط أكْباشهم نهارت العيد الكبير...
 محْلى ريحة الزڨوڨو كيف في المولد تفُوح...
و مقواها هاك العشْرة، بين الجيران في الحزْن قبل الفرْح قويّة مالرّوح للرّوح...
بالفلاڨّي كل شيء فيها يعْجبني...
و كل تزقْزيقِة عصفور في جنايِنها و كل ضربة موجة في حجْرة النِّجْمة تُطْربني...
فنادقها صرُوح معَلِيّة...
بسحْرها و جمالها كِسْبت جوايز كبيرة و محبِّتها في قلب كل من يزورها مخلّْيَة...
سوسة يا جوهرْتي و جوهرْة كل ساحْلي و جوهرة تونس الكلْ...
نتمنّى الخير ليك و للّي يعِيشو على ترابِك الكُل...
 ربّي يحفظك يا سوسة يا غالية...
و يكتب ناس تونس و نَاسِك من أهل جناين الفردوس العالية...
بمحبة سوسة نحيّيكم...
 و لها الأرتيكل المخلِّط بالدّموع نَّاديكم...
أسماء الصّخري الغرسي

هاو آش نعمل كل نهار



...

روّحت بكري اليوم للدّار...
 قلت نهِز نفرهد المرا و الصّغار...
نلقاها مقلوبة علّي فيها...
الأولاد في فم الباب مازالو بالبيجاما قالبينها عاليها واطيها...
الملاحف في القاع مرْميّة...
التّلفزة على قوّة ما جاب صوتها معِليّة...
اللُّعب مطيْشين في كل بلاصة قريب باش ياكلوني...
أوراقي متاع الخدمة مخلْبزة كان يسمعو بيّا عروفاتي ألاّ ما يطرْدوني...
الدّار كيّنْها ستاڨ أنْبايِبها الكل تشعل...
دبش الصّابون مطيّش على طولو كيّنو الغسّالة ما كانِتْش فيه تغسل...
طلّيت على الكوجينة نلقاها تعوم بالماء...
السبّالة محلولة و الماء فاض مالآفابو و قريب يوصل لباب الدّار هنا...
 الغلّة تعوم فوقو كيف الفلايك...
و أنا بدى ضغطي يطلع و نحس في مخّي الكلّو شايك...
قلت نطُش وجهي بشويّا ماء دخلت لبيت البانو نلقاها من غير ما نقول حاشاكم...
خرجت نجري قريب ندوخ مصدوم في حالة يا من ورّاكم...
 شنوّا هاذا الكل...
هاذ وكالة هاذي ماهيش داري بالكل...
من هول ما شفت نسيت ...
باش نلوّج على المرا و نسألها على ها الشّانتي إلّي محلول في البيت...
 صحت  و زهْرت كيف الصّيد...
 وينك يا مرا، علاش هكّا الدّار داخلة في حيط...
 سمعت صوتها يجاوب من بيت النوم...
 هاني هنا إيجا إنت أنا ما نجّمش نقوم...
مشيتلْها نجْري رجليّا قريب باش يتعثْرو في راسي...
نعدّي في مشاهد الرُّعب إلّي شفتهم بكري باش نعبّي بيهم راسي...
 شعّلت الفتيلة و حلّيت الباب...
باش نتسيِّب عليها كيف الكُورُونْ دَآرْ في دار بلاش شبّاك و لا باب...
 نلقاها راقدة مريضة...
وجهها أزرق و إديها فيها ترضْريضة...
شهقت كيف شفتها فرد شهقة...
 شبيك هكّا شنوا صارلك...
و شنوا إلّي صاير في دارك و أولادك شبيهم في راس الزّنقة...
قالتلي: "جيت هابطة مالدّروج زلُقْت...
و كيما ترى على وجهي و جنْبي طُحت...
ما عنديش حيل باش نقوم...
تتفكِّر كيف كنت تعاركني شنوّا كنت تقول...
كيف نطلب منّك تحوِّس بيّا و تفرهدني...
 و تنسّيني تعبي و تدللّني...
كنت تجاوبني بكل قسوة...
 و تقولي: "إحمد ربّي ما جيتش تخدم و تاعبة كيفي، إنت إخترت قعدة الدّار و إلاّ عندك النّسوة...
علاش ياخي في الدّار مانيش نخدم...
و لاهية بأولادك و نشقى و نتعب...
كنت تقولي: "لا قعدة الدّار فيها راحة...
يا ليتك جيت تخدم في بلاصتي باش تعرف شنوا معناها الرّاحة...
 فاش عندك تعمل في الدّار...
هاك ديما شادّة التّلفزة و تلعب مع الصّغار...
 هاذا كلامك إلّي ياما سمعتو منك...
شفت نهارت إلّي طحت شنوّا صار في دارك و صغارك و خلاّك حالِل فمّك...
صدّقتني توّا كيف كنت نحكيلك...
عرفت توّا مناش كنت نحب نهرب في راحتي معاك وَقْتِلِّي نجي نشْكيلك..."
"إيه راني فهمت...
سامحني يا مريتي كان نهار في حقّك غلطت..."
" السّماح هاذاكا واجبي...
 آنا مانيش طالبة خديمة في الدّار أنا طالبة تفهم جوابي...
كيف تشوفني متِّكية و تقولي شبيك...
 كي نقلك تاعبة راني مانيش نكذب عليك..."
" باهي هاني باش ناخو كونجي و نتلهى بيك...
 نسهر على راحتكم و نجرّب نعيش إلّي تعيشو إنت كل نهار حتّى تبرى و تولّي لاباس عليك..."
 تبسّمت و قالتلي: "عيّشك يا رويجلي الغالي...
 إنت وحدك إلّي تفهمني و تدللّني يا عشيري يا بو صغاري..."
أسماء الصّخري الغرسي

إمشي دور بغافل


...

 "أنا عشت صغري كلّو يتيمة الوالدين...
خالتي ربّي يخلّيها ربّاتني و لقيت فيها الصّدر الحنين...
 هي مرا طيبة و ذكيّة بارشا  متشاركة هي خوها في أوتيل صغير على البحر...
قايمة عليه مالصّباح للّيل و ما يخْلاش هاك الأوتيل من النّاس لا في البرد و لا في الحر...
كبرت و عشت فيه كينّو دار كبيرة...
 الطبّاخة و الجنّان و أنا و خالتي عايشين فيه كيّنا عايلة صغيرة...
توفّى خالي... و ولاّت خالتي شرْكتها مع ولد خالي...
هو الحقيقة ناس طيبة...
و في قريتنا عندو مع الناس سمعة جيدة...
من صغرنا كان ديما يميلّي...
 ياما شرالي عرايس و دبايب و ياما كان يهديلي...
و أنا لحقيقة حاسبتو كيف خويا و إلاّ خلّي نقول...
تهرّبت بارشا منّو و قلت بالك ينسى كيف نكبرو و نزيدو في العمر و الطّول...
لكن عمرو ما أيِّس وِلْد خالي...
ديما كان يرجعلي بإلّي نصدّو و يقولي إنت أكثر إنسان على قلبي غالي...
و كثرت مشياتو و جيّاتو علينا...
عارفة إلّي هو يتسبّب باش يشوفني و ديما كي تسألو خالتي يشكيلها منّي و يدلّل عليها...
شيء الله غالب حاجة أقوى مني...
ما نجّمتش نحبّو بالرغم إلّي من صغري نشوف فيه و زيد عندو نفس دمّي...
 لكن ما شاء الله عليه ماهوش مسلِّم...
يعجبني في عنادو المتربّي و نحسّو عندو صبر كبير و من ها الدنيا عرف آش يتعلّم...
مرّة و أنا ندور على حافة البحر نفكّر في درس خالتي إلّي ديما تسمّعهولي...
 و بإلّي سمعتو منها ما تكلِّش و لا تمل ديما تعاودهولي...
 "يا بنتي ولد خويا يحبّك و ماكش باش تلقى ما خير منو...
عرس بيه و تهنّى أحسن ملّي تقعد كيفي بلاش عرس و لا صغار و يكبر بيك العمر و الشّيب يفكِّك منّو...
و أنا هكّاكة نفكّر صدم في كتفي راجل طويل القدْ...
أسمر و مزيان و عندو نقبة زين على الخد...
تبادلنا السّماح و تعدّينا...
لحقيقة قعد في بالي و سحرتني عينيه الحزينة...
و أنا نمشي ناداني...
سامحني يا آنسة تعرفش أوتيل قريب من هنا راني تاعب و عندي نهارين و  أنا نعاني...
 فرحت و وصلتو لأوتيل خالتي...
قامت بالإجراء ات و كيف شافتني لاهية بيه تقلّقت و بعثتني نعاون في الكوجينة لتالي...
الراجل توّا نهارين لا خرج من بيتو و لا كلَى حاجة...
قلت لازم نطلع نشوفو شبيه أنا إلّي جبتو و أنا إلي مسؤولة لو كان تصيرلو حاجة...
إستدعيتو بالقدرة باش هبط يتعشّى في المطعم لوطة...
و بعد حديث طويل...
عرفت سر حزنو و من وقتها و أنا قلبي بحبو تسوطا...
شوف زهري وقتلي حسّيت روحي أرتحتلو...
 تصالح هو و خطيبتو و بإلّي حزنت على روحي كيف شفتو فرحان فرحتلو...
هز دبشو و سلّم عليّا...
تواعدنا باش نقعدو صحاب و باش ساعات يطل عليّا...
 غاَب تقريب شهرين و رجع...
جاء بنفس الوجه إلّي جاء بيه أوّل مرّة عينيه بالدّموع و وجهو حزين يفجع...
قالّي: "ها المرّة ما عادش نرجع باحذاها...
ها المرا هاذي ما تعرفش قيمة محبْتي ليها...
ديما تذكّر فيّا بفلوس عيلتها و بإلّي هي حرّة في شكون تخالط حتى و كان نعرفهم أنا يستغلو فيها"...
قعدنا مدّة نخرجو على الشط...
و نحكيو على حياتنا و ديما نقعدو على البحيرة نوكّلو البط...
حسّيت روحي ولّيت نحبّو...
و هو زادة إستعرفلي بحبّو...
لكن خالتي معارضة...
نعرفها كان ما ناخو ولد خالي باش تولّي راضية...
قالتلي: "يا بنتي، أسمع كلامي ها الراجل مخّو ما زال صغير...
كل ما تصادفو مشكلة يهرب و يحِير...
و يجيك ليك إنت باش تنَسّيه...
في مرا أخرى يحبها و غاطس في حبْها لشوافر عينيه"...
قلتلها: "لا يا خالتي هو نساها معايا أنا...
إستعرفلي بحبو ليّا أنا...
 ما عادش يرجعلها باش نعرْسو و يولّي يخدم و يسكن هنا باحذانا"...
كيف ما لقاتش منّي خالتي حتّى فايدة...
 وافقت و هدات ولد خالي إلّي بدورو قالها خلّيها تاوْ يجيها نهار و تفكّر بعقلها كيف تبدى هادية و فايقة...
نهار أحنا نحكيو علّي ناقص في خطبتنا...
جات قدّامنا خطيبتو و بدات بدلالها تكلّم فيه و ها المرّة زادة نجّمت تفرِّق بيناتنا...
 قالي: "ما نجّمتش ننساها...
لازمني نهز دبشي و نرجع باحذاها"...
الحقيقة صار فيّا بعد ما مشى...
 بكيت و غرّدِت كيّنو عمري وفى كيف خرج من هنا...
 لكن خالتي ما خلاّتهاش بيا...
 فهمتني و حنّت عليّا...
 و طلبت منّي باش نعطي فرصة لقلبي باش يعرف المحبة الصّادقة...
 مع ولد خالي إلّي مازال يحبني بإلّي عملت فيه و يعامل فيا بمعاملة أكثر ماللاّيقة...
بعد بمدّة كيما حبِّت خالتي صار...
 بدات محبْتي تكبر لولد خالي و جاء خطبني و عملنا حفلة حلوّة في الدّار...
 و بعد بشهور و أنا نحضِّر لعرسي...
 طلْعو شكون جاء بعينيه المدمعين و وقف عند راسي...
 إيه هاكا هو متاع العادة...
الحزين إلّي قلبو هارب ديما بيه كيف العادة...
 قالي: "سامحني، ها المرة غير كل مرّة...
ها المرّة باش ننساها و ماعادش نتبْعِلها جرّة"...
 قتلو: " لا أنا توّا أنا نحضّر في المحافل...
عرسي قرب و باش نولّي على ذمّة راجل...
ها المرّة سَلّي روحك بروحك...
ها المرّة حاول وحدك تداوي جروحك...
 ها المرة أنا باش نخليك كيفما عملت فيا قبل...
ها المرّة أنا باش نحطّلِك نقطة آخر السّطر...
 تتفكِّر كلْما تشوفها تنساني و تهرب كيف الحصان الجافل...
ها المرّة أنا باش نقلّك برّا إمشي دور بغافل
...
 أسماء الصّخري الغرسي

زوج المستقبل (الجزء 1)


...

بعد ما نحضر أي عرس...
و إلا نتفرّج في تصاور جيرانا متاع العرس...
يجي لبالي سؤال يحيّر...
زعما كيفاش باش يكون راجلي متاع المستقبل...
زعما باش يكون طويل كيف راجل فلانة...
و إلا قصير و سمين كيف خطيب علاّنة...
الحقيقة حتى مرّة ما سألني حد كيفاش تتمنى شريك حياتك...
 لكن كيف نسأل روحي نسرح و نستعرض صف طويل قدّامي و أنا كيف السّلطانة نمَشّي هاذا و نقول لهاذا أقعد إنت إنجِّم نختارك...
مرة نتخيّل واحد عاقل و متديّن...
و مرة واحد حليلتو و في روحو و لبستو ديما يزيّن...
 و مرة واحد  متثقّف و متعلّم...
و مرة واحد غني و بلسانو و عندو في مخّو ما يتكلّم...
حاصيلو بارشا شروط قبل ما يجي ولد الناس حطّيتهم...
إيه و حاجة أخرى مهمة نسيتها...
إسمو و إسم عيلتو نحب الناس الكل تعرف بصيتها...
و هكّا كل مرة نجاوب روحي بإجابة...
على أسئلتي إلّي ديما تحسّسني كينّي فات عليّا الفوت بالرغم إلي أنا مازلت صغيرة و شبابة...
هاذي مجرد أحلام يقظة...
لازمني نركّز أكثر في قرايتي و باكي و نقول لروحي أرجع للواقع يا طفلة...
و يا ويلي من أرض الواقع آش فيها...
 كتبي و كراساتي مفروتين في البيت كلها و ما نجمش نخطّي حتى خطوة فيها...
أوه قدّاشني طفلة بخيلة و موش منظّمة...
 بالظبط كيما توصفني أمي و أختي الكبيرة إلّي عاملة روحها منظمة...
نرجع نشد زمام أموري اليوميّة...
تمرّد على الفطور و على غسلان الماعون و على كل حاجة تقرب لقضية الدّار هاذيّة...
نقولهم الشيء هاذا خاطيني...
أنا عندي باك، و زيد القضية عمرها ما كانت تواتيني...
أنا دلّولة پاپّاتي...
  و نهار آخر زادة راجلي باش يدلّلني في حياتي...
أمّي كل ما نجبد على الماخذة و العرس تسكتني...
و كيف نسألها علاه تقولي تلْهى بقرايتك خلّي تعرّس أختك الكبيرة الساعة و بعد إيجا أحكي...
نفِد و نعارك على العرس كينّو الخطّاب واقفين بالصّف قدام بابْنا...
و نقولها يامّي إنت عرّست ببابا و عمرك سبعْتاش و ما تشرّط عليك حد هاذا شنوا عزيزي حكالنا...
يا حسرة يا بنتي على وقتنا كيفاش كان و وقتكم كيفاش ولّى...
و زيد أنا ما عنديش أخت كبيرة باش نستناها حتى لين تاخذ هي و تتجلّى...
 الحاصل عمري ما نطلع من حديثي مع أمي بحتّى حاجة تفرّح...
 نولّي نهز روحي  و نمشي لبيتي نقرى و إلاّ نبرْبش في التلفزة نلقاش حاجة تصلح...
وفات القراية و تعدّات الغصرة...
و نجحت في الباك بمونسْيون و موش بعشرة...
توا وقت الشّيخات متاع الصيف...
 البحر و الحفلات و الأعراس حتى يجي الخريف...
رجعت فكرة العرس و الماخذة تراود فيا...
ماهيش مسيْبتني و أختي كيف العزول محرّمة عليّا...
 حتى نهار جات صاحبة أمي...
زارتنا في الدّار و قالت عندها ما تحكي مع بابا و أمي...
 أنا شمّيتها فيها عرس فرحت...
و قلت هاي أختي باش تنْزاح و يخْلالي الجو مع أمي و كانك على القراية هاني نجحت...
ياخي تصورو المرا أشكون خطبت لولدها إلّي في الخارج...
ما جبدتش على أختي جملة بالرّغم إلّي أمي قالتلها عليّا راهي مازالت صغيرة و تحب تهارج...
أمي لحقيقة ماهيش موافقة لا طول و لا عرض...
و بابا ربّي يفضّلو قال كل واحد و مكتوبو نشاورو الطّفلة هي إلّي جاها العرض...
 أنا موافقة بارشا ماكم تعرفوني آش هابلة على العرس و الماخذة...
 لكن على الأقل نتعرّف عليه ها الشّختور إلّي قال شافني في عرس و مشى سافر قال شنوا عندو خدمة و بعث أمّو تخطبلو بالكلمة و بالساكتة...
توا كيف مليت يدّي بموافقة الدار...
مازال الدّور على زوج المستقبل يجي و نشوفو و حسب ما قالت أمّو هو عندها أحسن من أولادها الكل و هو زينة الدّار... يحب على بنية صغيرة و شبابة كيفي...
 إحم إحم نعرف زيني عامل حالة كيما قالت عليّة و حاسّة إلّي ها الراجل هو إلّي كنت نحلم بيه حتى من قبل ما نشوفو و كيفو طلع كيما كيفي...
حكاياتنا ديما طويلة في التاليفون ...
و من كلامو و أخلاقو حسيتو وليّد تحفون...
إستنّاوني المرة الجاية نقوللكم كيف جاء باحذانا للدّار...
تاو نحكيلكم بالباء و التاء على كل شيء بيناتنا صار
...
أسماء الصّخري الغرسي

زوج المستقبل (الجزء 2)



تعدّى شهر و ما نعرفش كيفاش تعدّى...
و جاء النهار إلي باش نشوف فيه زوج المستقبل ها المرّة...
 زارنا مع عايلتو و فرحنا بيه...
قرينا الفاتحة و حدّدنا نهار كتبان الصّداق و تفاهمنا عليه...
 "نعم موافقة" ...
بكلمتين حسّيت الدنيا الكلها تبدّلت...
و في رمشة عين حالتي المدنيّة من عازبة لمتزوجّة تغيرت...
 باركولي كل الحاضرين...
و وصلتني تهنيات الغايبين...
بعد نهار حافل و طويل ...
وفى التزغريت و التهليل...
ترميت على فرشي...
عملت دورة بعيني في بيتي و توحّشتها قبل حتّى ما نمشي...
كاهاو كل شيء وفى...
البارح كنت راقدة في بيتي هنا...
نخمّم في حاجات صغر تخمّم فيهم أي طفلة و هي في دار بوها...
 و توّا ولّيت معرّسة و باش نزيد مدة و نمشي ِ لدار أخرى كيما أي وحدة تعرّس و تخلّي عيلتها و بوها...
 بكيت لين شبعت هاك اللّيلة...
 كيّني ماكنتش هابلة على العرس و أمي ما لقاتش معايا حيلة...
 المرّات إلي تقابلنا فيهم من بعد ما نتفكّرش قلت كلمة...
إجاباتي و تحريكات راسي يادوب يجاوبو بكلمة...
هبطت عليا الحشمة متاع الدنيا الكل...
و هو آش نحكيلكم عليه قداش يحكي تقول ماهوش حاشم منّي بالكل...
 كيّنو يعرفني مالصّغر...
 باركلنا بالهناء و طول العمر...
 حكى على روحو و على عيلتو...
على قرايتو و على طبيعتو...
على أصحابو و على خدمتو...
على علاقتو بالعباد و على إلّي يحبو و يكرهو...
و أنا كان شفتوني...
 راكم ضحكتو و ضحّكتوني...
قدّاش مهتمة نعرف عليه كل شيء...
و الحقيقة على روحي ما نجّمت نحكيلو حتى شيء...
 ماكم تعرفوني  عينيّا قريب تبوس القاع مالحشمة...
و قد ما حاول يجبدني بالحديث ما نجمش ديما ساكتة النّسمة...
ساعات نحس روحي ِ من مواليد عام خمسين...
و إلاّ مخّي معدّل على مخ مرا في الستين...
 كيّني مانيش في عهد الأنترنيت...
كيّني ماكنتش نحكي معاه عندي مدة بالتاليفونات...
ساعات نضحك على روحي...
و أكيد أنتوما زادة راكم كيفي...
في الحقيقة موش كان الحشمة هي السبب...
أنا إقناعي صعيب و ما يعجبنيش العجب...
 هو ماهوش كيما تمنّيت...
ماهوش بالأوصاف و الجاذبيّة إلّي ستنّيت...
مشطة شعرو ما تعجبنيش...
هدياتو ديما ما تواتينيش...
حتى بارفانتو نحسّها أنتيكة...
ألوان لبستو ديما فاقعة نحسّها باش تطرشق كي الفوشيكة...
 قعدت مع أمي و قلتلها ما صَحْليش...
الرّاجل هاذا ما ناخذوش كل شيء فيه ما يعجبنيش...
أمي قالتلي الزّين يا بنتي ماهوش كل شيء...
اللبسة و المظهر يتبدلو الفايدة في الطبيعة و الراجل ما معيْبو شيء...
هو في الحقيقة كلامو و ضحكتو غطّاو على كل إلّي ما يعجبنيش...
و كيف فكّرت قلت توا فات الفوت الصّداق و كتبتو و تبديل اللوك ماهوش مشكلة حاجة ساهلة و ما تفوتنيش...
قلت ميسالش تاو نتعودو على بعضنا...
 و أكيد من هنا لنهارت العرس تاو نزيدو نعرفو بعضنا...
حكينا على مستقبلنا و عرسنا...
و علي يخصّنا و ينقصنا في زينة دارنا...
لمّحتلو على نوع اللّبسة إلّي تعجبني...
و كل ما نشوف قطعة حلوة في فترينة نقولو كان تلبسها إنت تولّي أحلى و تزيد تعجبني...
شريتلو بارفان حلوة و ريحتها بنينة...
هديتهالو كيف جاء آخر مرة لدارنا كيف شفتو وحدو في الكوجينة...
بديت نحس بيه تبدّل و ولى كيما نحب...
راجل شباب و موديرن و زيد طبيعتو عسل و ضحكتو و كلامو من ذهب...
عيشك يا أمي نصيحتك نفعتني...
و خلاّتني ما نخسرش راجل بها القيمة و للحل دلِّتني...
حاصيلو تهانّاو عليا راني زاهية و فرحانة...
و  زادت كملت فرحتي كيف أختي جاو خطبوها من نفس عيلة راجلي و باش تسافر معايا و تولي تعيش البرة باحذايا...
 عرَّسنا و عِرْسنا فرحتو كبيرة...
سبع أيام و سبعة ليالي و توجْناها بالتّصديرة...
 بابا و أمي يا ويلهم فرحانين بهنانا...
و يا ويلهم يبكيو على فراقنا نحنا الزوز خاطر ماعادش باش يوليو ْ باحذانا...
 لكن هاذيكا هي الدنيا و كل مرا مصيرها تخرج من دار بوها عروسة و تولّي براجلها...
و تعمل عيلة و تجيب صغار و تعيش في الهناء مع مولى بيتها...
أما أكيد عمرها ما تنسى دار العيلة الكبير...
إلّي عاشت فيه أحلى أيّامات الصغر حتى لين ولّى عمرها كبير ...
 أسماء الصّخري الغرسي